النفقة ، فقال أبو ذرّ : عندنا أعنز نحلبها ، وأحمرة (١) ننتقل عليها ، ومحرّرة تخدمنا وفضل عباءة إنّي لأخاف الحساب فيها.
أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن أبي العلاء ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين (٢) بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، نا محمّد بن أحمد بن النّضر ، نا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن الأوزاعي ، عن يحيى (٣) قال : كان لأبي ذرّ ثلاثون فرسا يحمل عليها ، فكان يحمل على خمسة عشر منها ، فغزوا عليها ويصلح آلة بقيتها ، فإذا رجعت أخذها فأصلح آلتها وحمل على الأخرى.
وعن أبي إسحاق عن جسر بن الحسن قال : كان عطاء أبي ذرّ أربعة آلاف فكان يشتري عشرين فرسا فيرتبطها بحمص ، فكان يحمل على عشر عاما ، وعشر عاما.
أخبرنا (٤) أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأ جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن إسماعيل بن يوسف الشيباني ، نا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي ، ثنا أبو الحسن محمّد بن الفيض ، ثنا إبراهيم بن هشام ، حدّثني أبي عن جدي قال :
خرج أبو الدّرداء إلى السوق يشتري قميصا ، فلقي أبا ذرّ ، فقال : أين تريد يا أبا الدّرداء؟ قال : أريد أن أشتري قميصا ، قال : وبكم؟ قال : بعشرة دراهم ، قال : فوضع يده على رأسه ثم قال : ألا إنّ أبا الدّرداء من المسرفين ، ألا إنّ أبا الدّرداء من المسرفين ، قال : فالتمست مكانا أتوارى فيه ، فلم أقدر ، فقلت : يا أبا ذرّ لا تفعل ، مرّ معي ، فاكسني أنت ، قال : وتقبل؟ قلت : نعم ، فأتى السوق ، فاشترى قميصا بأربعة دراهم ، قال : فانصرفت حتى إذا كنت بين منزلي والسوق لقيت رجلا لا يكاد يواري سوأته فقلت له : اتّق الله ووار سوأتك ، فقال : والله ما أجد ما أوري به سوأتي ، فألقيت إليه الثوب ، ثم انصرفت إلى السوق فاشتريت قميصا بأربعة دراهم ، ثم انصرفت إلى منزلي ، فإذا خادمة على الطريق تبكي ، قد اندقّ إناؤها ، فقلت : ما يبكيك؟ فقالت : اندقّ إنائي ، وأبطأت على أهلي ، فذهبت معها إلى
__________________
(١) في مختصر أبي شامة : وأحمر.
(٢) بالأصل : الحسن.
(٣) من طريق يحيى بن أبي كثير ، رواه الذهبي في سير الأعلام (٣ / ٣٩٦) ط دار الفكر.
(٤) الخبر التالي تقدم في ترجمة أبي الدرداء ، راجع تاريخ مدينة دمشق ٤٧ / ١٥٧ طبعة دار الفكر.