النسب» ، وقول الباقر عليهالسلام في صحيحة زرارة : «هو من كل ذي محرم من أم ، أو أخت ، أو عمة ، أو خالة» الحديث ، وكل (١) من ألفاظ العموم يشمل المحرمة رضاعا (٢). ومن في الخبر (٣) تعليلة مثلها في قوله تعالى : (مِمّٰا خَطِيئٰاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نٰاراً) (٤) ، وقوله (٥) ويغضى من مهابته ، أو بمعنى الباء مثلها في قوله تعالى : (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) (٦). والتقدير يحرم لأجل (٧) الرضاع ، أو بسببه (٨) ما يحرم لأجل النسب ، أو بسببه ، والتحريم في الظهار بسبب النسب ثابت في الجملة اجماعا فيثبت بسبب الرضاع كذلك (٩)
______________________________________________________
أن ما يحرم بالتشبيه بالنسب يحرم بالتشبيه بالرضاع.
وردّ بأن لفظ (من) في النبوي (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) إما أن تكون تعليلية كما في قوله تعالى : (مِمّٰا خَطِيئٰاتِهِمْ أُغْرِقُوا) (١) ، وإما أن تكون بمعنى الباء كما في قوله تعالى : (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) (٢) ، وعلى كلا التقديرين مضمونه أن ما يحرم لأجل النسب أو بسببه يحرم لأجل الرضاع أو بسببه ، وكلاهما مفيد للمطلوب هنا ، لأنه على كليهما يكون التشبيه بالرضاع كالتشبيه بالنسب سببا في التحريم.
(١) أي ولفظ (كل) الوارد في صحيح زرارة المتقدم.
(٢) وفيه أنه منصرف إلى خصوص النسبي كما عليه صاحب الجواهر وجماعة ، ويؤيده قوله تعالى: (مٰا هُنَّ أُمَّهٰاتِهِمْ ، إِنْ أُمَّهٰاتُهُمْ إِلَّا اللّٰائِي وَلَدْنَهُمْ) (٣) وهو ظاهر في خصوص النسبي.
(٣) أي النبوي.
(٤) سورة نوح ، الآية : ٢٥.
(٥) أي وقول الشاعر ، وهو الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين عليهالسلام والبيت هو :
يغضى حياء ويغضى من مهابته |
|
فما يكلّم إلا حين يبتسم |
(٦) سورة الشورى ، الآية : ٤٢.
(٧) بناء على أن (من) تعليلية.
(٨) بناء على أن (من) بمعنى الباء.
(٩) أي في الجملة.
__________________
(١) سورة نوح ، الآية : ٢٥.
(٢) سورة الشورى ، الآية : ٤٢.
(٣) سورة المجادلة ، الآية : ٢.