.................................................................................................
______________________________________________________
أمي ، وقد أخرجني من منزلي فانظر في أمري.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أنزل الله عليّ كتابا أقضي به بينك وبين زوجك ، وأنا أكره أن أكون من المتكلفين فجعلت تبكي وتشتكي ما بها إلى الله وإلى رسوله ، وانصرفت فسمع الله محاورتها لرسوله وما شكت إليه فأنزل إليه عزوجل بذلك قرآنا : بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ـ إلى قوله تعالى ـ وإن الله لعفوّ غفور ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المرأة فأتته فقال لها : جئني بزوجك فأتته به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد أنزل الله فيك قرآنا فقرأ عليه ما أنزل الله من قوله : قد سمع إلى قوله وإن الله لعفوّ غفور.
فضمّ امرأتك إليك فإنك قد قلت منكرا من القول وزورا قد عفا الله عنك وغفر لك فلا تعد. فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لامرأته ، وكره الله ذلك للمؤمنين بعد ، فأنزل الله عزوجل : (الَّذِينَ يُظٰاهِرُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمٰا قٰالُوا) ، يعني ما قال الرجل الأول لامرأته : أنت عليّ حرام كظهر أمي ، قال : فمن قالها بعد ما عفا الله وغفر للرجل الأول فإن عليه تحرير رقبة ـ إلى آخر الآيات المتقدمة ثم قال : ـ فجعل الله عقوبة من ظاهر بعد النهي هذا) (١).
وهذا الرجل الذي هو مورد نزول آية الظهار هو أوس بن الصامت على ما في خبر أبان وغيره عن أبي عبد الله عليهالسلام (كان رجل على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقال له : أوس بن الصامت ، وكان تحته امرأة يقال لها : خولة بنت المنذر) (٢) الحديث ، وفي خبر النعماني عن علي عليهالسلام قال : (وأما المظاهرة في كتاب الله فإن العرب كانت إذا ظاهر الرجل منهم من امرأته حرمت عليه إلى آخر الأبد ، فلما هاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان بالمدينة رجل من الأنصار يقال له : أوس بن الصامت ، وكان أول رجل ظاهر في الإسلام فجرى بينه وبين امرأته كلام فقال لها : أنت عليّ كظهر أمي ، ثم إنه ندم على ما كان منه ، فقال : ويحك إنا كنا في الجاهلية تحرم علينا الأزواج في مثل هذا قبل الإسلام ، فلو أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تسأليه عن ذلك فجاءت المرأة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبرته) (٣) الحديث.
إذا تقرر ذلك فاعلم أن الظهار محرم بلا خلاف فيه بين العلماء لتوصيفه بالمنكر وبالزور في الآية المتقدمة ، وهما محرمان مع تصريح صحيح حمران المتقدم بقوله (فجعل الله عقوبة
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١ ـ من كتاب الظهار حديث ٢.
(٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ١ ـ من كتاب الظهار حديث ١ و ٤.