الطلقاء». وهو مؤيد بشواهد أخرى تدل على أن العباس لم يهاجر.
فإن إسلام العباس وعقيل في بدر فلا مجال لإثباته ، فيبقى في دائرة الظنون والحدسيات ، فراجع ما ذكرناه في غزوة بدر وغيرها.
الهجرة لم تنقطع :
قد ذكرت الروايات : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قال : لا هجرة بعد الفتح.
وذكروا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» استثنى نعيم بن مسعود من هذا الإطلاق.
ولكن ذلك غير صحيح : فإن الهجرة باقية إلى يوم القيامة ، كما نص عليه أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، فقد روي أنه قال في خطبة له :
«والهجرة قائمة على حدها الأول. ما كان لله في أهل الأرض حاجة من مستسرّ الأمة ومعلنها ، لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض ، فمن عرفها وأقربها فهو مهاجر
ولا يقع اسم الإستضعاف على من بلغته الحجة ، فسمعتها أذنه ، ووعاها قلبه ، إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا تعي حديثنا إلا صدور أمينة ، وأحلام رزينة ..» (١).
فهذا النص يدل على أنه «عليهالسلام» يريد أن ينفي ما يزعمونه من
__________________
(١) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ١٢٨ الخطبة رقم ١٨٩ والبحار ج ٦٦ ص ٢٢٧ والإيجاز والإعجاز للثعالبي ص ٣٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ١٠١ وينابيع المودة ج ٣ ص ٤٥٢.