الله عليه وآله» ليرق له ..
ثم إنه «صلىاللهعليهوآله» قد صرح بسوء فعل حاطب ، وبجرمه ، حين قال له : «قد عفوت عنك ، وعن جرمك ، فاستغفر ربك ، ولا تعد لمثل ما جنيت ..».
فلماذا يحرص الحلبي على اعتبار هذا الجرم فضيلة لحاطب لمجرد كون الخطاب في الآية الكريمة قد وجه إلى المؤمنين؟!
سادسا : إن الآية إنما جاءت على سبيل الإرشاد للمسلمين إلى سوء هذا الفعل ، وتحذيرهم من الوقوع فيه .. مع غض النظر عن الأحكام التي تنشأ عنه ، فلو أن أحدا تعمد الوقوع فيه ، فالآيات لم تبين حال هذا الشخص ، وأنه هل يبقى على حال الإيمان ، أو أنه يكفر بذلك.
لعل الله اطلع على أهل بدر!! :
وأما قول النبي «صلىاللهعليهوآله» لعمر : لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقد جاء ردا على عمر بن الخطاب ، وردعا له عن أن يقول شيئا بغير علم. أي أن مضمون هذه الكلمة صحيح في نفسه ، إذ لم يكن يحق لعمر أن يخبر عما في الضمائر ، وما تكنّه السرائر.
ولكن ذلك لا يعني أن ذلك قد حصل فعلا ، فإن صدق الشرطية لا يلزم منه صدق وقوع طرفيها ..
ولكن أهل الحقد والشنآن قد حاولوا أن يستفيدوا من هذه الكلمة في اتجاهين :
أحدهما : ادّعاء تحقق المغفرة لأهل بدر فعلا ، وأن كل ما صدر ويصدر