حكم» (١).
وقد يكون القريب ثرثارا ، والبعيد كتوما. وفي غير هذه الصورة أيضا قد يثق القريب بمن لا يؤمن من اتصاله بالعدو ، وإخباره بما يجري ..
بل قد يكون للقريب ما يدعوه إلى مباشرة ذلك بنفسه .. وقد .. وقد ..
رابعا : إن نفس انصراف الرسول «صلىاللهعليهوآله» عن إخبار أبي بكر بهذا الأمر يضع علامة استفهام كبيرة حول صحة ما يدعونه من تقريب من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» له. فضلا عن أن يعدّ من أهل بيته ..
وبعد هذا كيف يمكن ادّعاء أنها كانت تقطع بأن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يرضى منها بإخباره بالأمر ، فإن هذا من الأمور القلبية التي لا يعرفها إلا علام الغيوب ..
خامسا : بالنسبة لقرب أبي بكر من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نقول :
إن ثمة فرقا بين قرب يأتي من إصرار أبي بكر على حشر نفسه في مجالس النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ومثابرته على نسبة نفسه إليه ، وسعيه إلى التحدث باسمه ، وإظهار قربه منه .. و.. و.. الخ .. وبين تقريب النبي «صلىاللهعليهوآله» له ، والدال على محبته «صلىاللهعليهوآله» له ، وثقته به ..
__________________
(١) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٣ ص ٧٩ والأمالي للطوسي ص ٢١٧ والبحار ج ٣٣ ص ٧٦ و ٤٦٩ وج ٧٢ ص ٣٥٤ وميزان الحكمة للريشهري ج ١ ص ١٢٤ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٤٦٣ والمعيار والموازنة ص ١٠٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ١٦.