سوف يغنيه عما بعده من مواقف ذليلة ، اختار هو وضع نفسه فيها ..
كما أنه سيكون قادرا بعد ذلك على لملمة ما انتشر من هيبته ، والظهور على الناس من جديد بورقة التين ، التي قد تستر شيئا من عيوبه وقبائحه ، وتغطي على بعض ما هو مشين ومهين من واقعه.
ولكنه لم يجد لدى ابنته ما يشجعه على طرح الموضوع معها ، لأن الظاهر هو أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان قد أعطى تعليماته بهذا الخصوص كما أظهره قوله السابق وهو يخبر بالغيب عن أبي سفيان «وهو راجع بسخطه» ، فالحدود كانت قد وضعت ، والثغرات ضبطت ، والصلاحيات حددت .. فلم يبق مجال لأحد أن يفكر في اختراقها ..
ولو أن أحدا سولت له نفسه أن يفعل ذلك ، فسوف ينال جزاءه العادل الذي حددته الشريعة ، وبيّنه لهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
٢ ـ ثم جرب حظه مع النبي «صلىاللهعليهوآله» مباشرة ، فطلب منه أن يجدد العهد ويزيد في المدة ، وكان المبرر الذي ساقه لطلبه هذا هو : أنه لم يكن حاضرا في صلح الحديبية ..
وكأنه يريد بهذا الطلب وبذلك التبرير أن يمرر لعبته على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. وإلا ، فإن غيبته عن الحديبية لا توجب أي وهن أو ضعف في العهد ليحتاج إلى التقوية والتوثيق ما دام أن الوقائع طيلة السنوات التي مرت على عقد الهدنة قد أثبتت التزام النبي «صلىاللهعليهوآله» بالعهد ، واستمر جميع أهل مكة على الالتزام بمراعاته ، وتنفيذ بنوده.
وإنما يحتاج العهد إلى التقوية والتجديد فيما لو تعرض للنقض والتمرد على أحكامه ، ورفض إجرائها ..