وقد يقال : إن هذا ينافي ما تقدم ، من قوله «صلىاللهعليهوآله» لرسل باذان ، وهم عنده في المدينة : «إن ربي قد قتل ربكما ليلة كذا وكذا ، من شهر كذا وكذا ، بعد ما مضى من الليل سبع ساعات ، سلط عليه شيرويه فقتله».
وأن ذلك قد حصل ليلة الثلاثاء لعشر مضين من شهر جمادى الأولى سنة سبع.
ويمكن أن يجاب : بأن رسالته لباذان صريحة في : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أخبرهم : بأن ذلك سوف يحصل لكسرى. وأن الذي يتولى ذلك منه هو ابنه .. فهي أولى بالاعتبار ؛ لأن شاهد صدقها هو : إسلام باذان ، استنادا إلى ظهور صدق ما أخبره به فيها.
فلعل في الكلمات المنقولة عنه «صلىاللهعليهوآله» مع رسولي باذان ، بعض التصرف الذي أوجب خللا فيها ..
أو يقال : لعله أرسل الرسالة إلى باذان قبل عودة رسوليه إليه ، وقبل أن يخبرهما بالأمر.
بل قد يحاول البعض أن يقول : إن التعبير بصيغة الماضي في قوله : «قتل ربكما» وقوله : «سلط عليه شيرويه» ما هو إلا إخبار عن المستقبل بصيغة الماضي ، للدلالة على أن هذا الأمر المستقبلي قد قضي وحتم حتى ليصح الإخبار عن حصوله فعلا ، فهو نظير ، قول الواهب : أعطيتك ألف درهم ، في إشارة منه إلى أن ذلك حتمي إلى حد يمكن أن يقال عنه : إنه قد حصل ومضى وانتهى ..