في وسط الناس ، ومرة في آخر الناس (١).
فظنوا ، أن المراد بقوله : بايع أول الناس وآخر الناس : أنه لم يبايع النبي «صلىاللهعليهوآله» أحد قبله.
مع أن المراد : أنه كان في أوائل المبايعين تارة ، وفي أواخرهم أخرى.
لماذا تعددت بيعة ابن الأكوع؟!
وقد أثار طلب النبي «صلىاللهعليهوآله» من سلمة بن الأكوع أن يكرر بيعته ثلاث مرات تساؤلا حول سبب ذلك ..
فادّعى البعض : أن ذلك كان فضيلة لسلمة ؛ لأنه «صلىاللهعليهوآله» أراد أن يؤكد بيعته لعلمه بشجاعته ، وعنايته بالإسلام ، وشهرته في الثبات. بدليل ما وقع له في غزوة ذي قرد ، بناء على تقدمها على ما هنا. أو تفرس فيه «صلىاللهعليهوآله» ذلك ، بناء على تأخرها (٢).
ونقول :
١ ـ قد أشرنا فيما سبق : إلى أن ما يذكرونه عنه في غزوة ذي قرد ظاهر الفساد ، ولا يمكن تأييد صحته ..
٢ ـ ومع غض النظر عن ذلك نقول : لماذا لم تظهر لسلمة هذا أية مواقف أخرى في سائر المشاهد ، بل هو قد فر مع الفارين ، وأحجم مع المحجمين؟! وتلك هي غزوة حنين ، وخيبر ، وسواهما ، شاهد صدق على ما نقول.
__________________
(١) تقدمت المصادر لذلك.
(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٨.