وآله» على أصحابه ، والعهود عليهم في الصبر» (١).
ونقول :
إن كتب التاريخ التي بين أيدينا قد عجزت عن الجهر بما فعله علي «عليهالسلام» حين صف القوم في الحرب للقتال .. مع أن ذلك كان قد ظهر خبره ، واستفاض ذكره ..
فهل كان أسر الخمسين على يد علي بن أبي طالب «عليهالسلام» ، وليس على يد محمد بن مسلمة؟
وهل كان أسر الاثني عشر الآخرين على يد علي «عليهالسلام» دون سواه ، وكان ذلك في ساحة الحرب ، حيث رفعت فيها الألوية ، واصطف فيها الناس للقتال ، وكان اللواء مع علي «عليهالسلام» كما هو في سائر المشاهد ، ثم أخفى ذلك الحاقدون ، وقللوا من شأنه ، وجعلوه مجرد مناوشات يسيرة لا أهمية لها .. مع أنها هي التي أرعبت قريشا ، وأرغمتها على الصلح ، ولما «رأى سهيل بن عمرو توجه الأمر عليهم ، ضرع إلى النبي «عليهالسلام» في الصلح ، ونزل عليه الوحي بالإجابة إلى ذلك ..» حسبما رواه الشيخ المفيد «رحمهالله» (٢).
قريش في مأزق :
لقد وجدت قريش نفسها أمام خيارات صعبة ، لا تستطيع أن تتجرع مرارة أي واحد منها ، والخيارات هي التالية :
__________________
(١) الإرشاد ج ١ ص ١١٩ والمستجاد في الإرشاد ص ٧٣ والبحار ج ٢٠ ص ٣٥٨.
(٢) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١١٩.