وتواثبت بنو بكر ، فقالوا : «نحن في عقد قريش وعهدهم».
وخزاعة كانت تعيش مع قريش في مكة ومحيطها ، وكانت عيبة نصح لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فلم تعد قريشا ـ التي ظهر أن الحرب قد أكلتها وأوهنت قواها ـ وحدها في مكة ، بل أصبح شركاء محمد «صلىاللهعليهوآله» وحلفاؤه يعيشون معها ، وليس لها أحد في المدينة يجهر بالتحالف ، أو يعترف بالشراكة لها ، أو بالتعاون معها ..
هذا بالإضافة إلى : أنها تضطر بمقتضى الصلح إلى رفع اليد عن مصادرة حرية حتى من أسلم من أبنائها ، وأصبح لهم الحق في أن يعيشوا معها دون أن تتمكن من إلحاق أي أذى بهم.
وبذلك يكون معسكر الشرك قد انقسم على نفسه بصورة أعمق وأوثق ، وأوضح وأصرح. وأصبح هذا الانقسام محميا بالعهود والمواثيق ..
فإذا انضم ذلك إلى ما نتج عن وساطة الحليس ، وعمرو بن مسعود ، حيث رجع ابن مسعود بمن معه إلى الطائف ، واتخذ الحليس موقفا صارما من قريش. فإن الأمر يصبح أشد خطورة عليها ، وزادها مسير النبي «صلىاللهعليهوآله» إلى الحديبية ، وكذلك عقده وعهده معها وهنا على وهن.
ط ـ وقد رضي المشركون بالفوز بانتصار وهمي ، وشكلي ، حين سجلوا على أنفسهم عهدا ، وأعطوا وعدا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» يقضي بنقض كل قراراتهم السابقة ، ويشير إلى : أن كل تلك الحروب التي شنتها ضده «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين طيلة السنوات الست السابقة كانت ظالمة وبلا فائدة ولا عائدة ..
فإنها قد اعترفت : بأن للنبي «صلىاللهعليهوآله» الحق في زيارة البيت