عائشة في بيت النبي صلّى الله عليه وآله :
وفي السنة الأولى من الهجرة ، وقيل في التي بعدها ، انتقلت عائشة إلى بيت النبي «صلى الله عليه وآله» ، وذلك في شهر شوال.
وقالوا : إنه «صلى الله عليه وآله» لم يتزوج بكرا غيرها ، ولكننا لا نطمئن إلى صحة ذلك ، لأمور :
أولا : لما تقدم حين الكلام على زواجه «صلى الله عليه وآله» بخديجة حيث قلنا : إن زواج خديجة برجل آخر سوى رسول الله «صلى الله عليه وآله» أمر مشكوك فيه إلى حد كبير ، ولربما نشير إلى ذلك فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
ثانيا : سيأتي في هذا الكتاب ما يدل على أن عائشة كانت متزوجة برجل آخر غير رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكان لها منه ولد.
مراسم الزفاف :
ولا نعرف لما ذا كان زفاف عائشة غير ذي أهمية لدى النبي «صلى الله عليه وآله»؟!
فقد روي : أنه «صلى الله عليه وآله» ما أولم على عائشة بشيء ـ رغم توقع الناس منه ذلك وقدرته عليه في تلك الفترة ـ غير أن قدحا من لبن أهدي إليه من بيت سعد بن عبادة ، فشرب النبي «صلى الله عليه وآله» بعضه ، وشربت عائشة منه!! (١). ولا يصح أن يعد ذلك وليمة عرس لها ؛ إذ من الطبيعي أن لا يغفل النبي عن عرض الطعام على جليسه ، فضلا عن زوجته.
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٥٨ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٢١.