ضياع ولا يُخشى عليهما ذهاب، فوَصَفَ عليّاً بأنّه حافظ للعلم والحكمة.
ويكفي عليّ عليهالسلام علوّاً في مقام العلم والفضيلة أن جعله رسول الله صلىاللهعليهوآله حافظاً للعلم والحكمة.١
وقال الثعلبيّ بإسناده عن زاذان، قال : سمعت عليّاً يقول : والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، لو ثُنِيَت لي وسادة، فأُجلست عليها، لَحكمتُ بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم. والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، ما من رجل من قريش جَرَت عليه المَواسي، إلّا وأنا أعرَف به يساق إلى جنّة، أو يقاد إلى نار. فقام رجل فقال : ما آيتك يا أمير المؤمنين الّتي نزلت فيك؟ قال : (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)٢. وفي هذا القول إشارة إلى علمه عليهالسلام بهذه الكتب المنزلة.٣
وقال عليّ بن عيسى الإربليّ : وأمّا تفصيل العلوم فمنه ابتداؤها وإليه تُنسب. أمّا علم الكلام فالقائم بها الأشاعرة والمعتزلة والشيعة والخوارج، هؤلاء أشهر فرقهم، وأئمّة هذه الطوائف إليه عليهالسلام يَعتَزُون. أمّا المعتزلة فينسبون أنفسهم إليه، وأمّا الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن كان تلميذاً لأبي عليّ الجُبّائيّ وكان الجبّائيّ نسب إليه. وأمّا الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر. وأمّا الخوارج فأكابرهم ورؤساؤهم تلامذة له، فإذا كان علماء الإسلام وأئمّة علم الأصول ينتسبون إليه، كفى ذلك
_______________________
١ ـ مطالب السؤول ٩٨.
٢ ـ هود / ١٧.
٣ ـ تفسير الثعلبيّ ٥ / ١٦٢؛ المناقب للخوارزميّ ٩١؛ المناقب لابن المغازليّ ٢٧٠؛ مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٣٧٨؛ الرياض النضرة ٢ / ١٩٦؛ فرائد السمطين ١ / ؛ كفاية الطالب ١٨٠؛ شواهد التنزيل ١ / ٣٦٦؛ تذكرة الخواصّ ١٦؛ مطالب السؤول ١١١؛ حلية الأولياء ١ / ٦٧؛ تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٧؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ / ١٣٦.