وقد عجز عنه المسلمون.
قال ابن أبي الحديد : وأمّا القوّة والأيد فيه يضرب المثل فيهما. قال ابن قتيبة في المعارف : ما صارع أحداً قطّ إلّا صرعه.١
ومن شجاعته عليهالسلام في غزوة الخندق : قلع باب خيبر وجعلها جسراً على الخندق، واجتمع عليه عصبة من النّاس ليقلبوه فلم يقلبوه.
قال الموفّق بن أحمد الخوارزميّ : عن جابر بن عبد الله قال : حمل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام باب خيبر يومئذ، فجرّب بعده فلم يحمله إلّا أربعون رجلاً.٢
وقال ابن أبي الحديد :
يا قالعَ الباب الّذي عن هزّهِ |
|
عَجَزت أكفٌّ أربعونَ وأربعُ |
وهو عليهالسلام اقتلع هُبَل من فوق الكعبة، وكان عظيماً جدّاً وألقاه إلى الأرض، واقتلع الصّخرة العظيمة أيّام خلافته بيده بعد عجز الجيش كلّه، وأخرج الماء من تحتها.
وظهرت شجاعته البالغة أيضاً لمّا سار بالفواطم بعد الهجرة جهاراً من مكّة، فلحقه ثمانية فرسان من قريش أمامهم جناح مولى حرب بن أميّة، فأهوى إليه جناح بالسّيف وهو فارس، وعليّ عليهالسلام راجل، فحاد عليّ عن ضربته وضربه لمّا انحنى على كتفه فقطعه نصفين وهُزم الباقون.٣
وإذا نظرنا إلى شجاعته ـ وقد ضربت بها الأمثال ـ وجدناه قد باشر الحرب وعمره عشرون سنة، أو فوقها بقليل. وقد أنسىٰ ذكرَ من كان قبله، ومحا اسم مَن
_______________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢١.
٢ ـ المناقب للخوارزميّ ١٧٢؛ تاريخ بغداد ١١ / ٣٤٢، وفيه : جرّبوه؛ فرائد السمطين ١ / ٢٦١؛ منهج الشيعة ٧٣، وفيه : وقد عجز عن حملها سبعون نفراً من المسلمين.
٣ ـ مطالب السؤول ١٣٧ ـ ١٤٢.