وعن اُمّ سلمة، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو لم يكن عليّ ما كان لفاطمة كفء.١
وقال الشاعر أبو محمّد سفيان بن مصعب العبديّ الكوفيّ (المتوفّى ١٢٠ هـ) في هذا المعنى، أي تزويج فاطمة الزهراء عليهاالسلام من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام :
صدّيقةٌ خُلِقت لِصدّ |
|
يقٍ شريكٍ في المَناسبْ |
إختارَهُ واختارَها |
|
لمُطهَّرَينِ من دنس المَعايب |
إسماهما قُرِنا على |
|
سطرٍ بظلّ العرش راتب |
كان الإلٰه وليّها |
|
وأمينه جبرئيل خاطب |
والمَهرُ خُمس الأرض، مَو |
|
هبةٌ تعالت في المواهب٢ |
وعن ابن عبّاس، قال : خطب جماعةٌ من الأكابر والأشراف فاطمة عليهاالسلام، فكان لا يذكرها أحد عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا أعرض عنه وقال : أتوقّع الأمر من السّماء، فإنّ أمرها إلى الله تعالى.
وقال سعد بن معاذ الأنصاريّ لعليّ عليهالسلام خاطِب النّبيَّ صلىاللهعليهوآله في أمر فاطمة، فوالله إنّي ما أرى أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله يريد بها غيرك، فجاء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وتعرّض لذلك، فقال له النّبيّ صلىاللهعليهوآله، كأنّ لك حاجة يا عليّ! فقال : أجل يا رسول الله، قال : هات، قال : جئت خاطباً إلى الله وإلى رسوله فاطمةَ بنت محمّد صلىاللهعليهوآله، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوآله مرحباً وحبّاً، وزوّجه بها.
فلمّا دخل البيت دعا فاطمة عليهاالسلام وقال لها : قد زوّجتك يا فاطمة سيّداً في الدنيا وإنّه في الآخرة لمن الصالحين، ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فبكت فاطمة عليهاالسلام حياءً وفراقاً لرسول الله صلىاللهعليهوآله. وكان تزويجها بعليّ عليهالسلام من الله
_______________________
١ ـ مقتل الحسين للخوارزميّ ١ / ١٠٧، فردوس الأخبار ٣ / ٤١٨ ح ٥١٧٠.
٢ ـ أعيان الشيعة ٧ / ٢٧٠.