المحفوظ أن عائشة لم تكن وقت قتل عثمان بالمدينة ، وإنّما كانت حاجّة.
وقوله في إسناده زياد بن مخارق (١) وهم ، وإنما هو زياد بن مخراق.
وقد روى البخاري بعض هذه الحكاية في تاريخه فقال : حدّثني يحيى بن موسى ، نا أبو داود ، نا حزم القطعي ، نا أبو الأسود سوادة ، أخبرني طلق بن خشاف ، فالله أعلم بالصواب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، نا السري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر التميمي ، عن عمرو بن محمّد ، عن الشعبي قال (٢) :
لزم (٣) الخطام يوم الجمل سبعون رجلا من قريش كلهم يقتل وهو آخذ بالخطام ، وحمل الأشتر فاعترضه عبد الله بن الزبير ، فاختلفا (٤) ضربتين ضربة للأشتر فأمّه (٥) ، وواثبه عبد الله ، فاعتنقه فصرعه (٦) وجعل يقول : اقتلوني ومالكا ، وما كان الناس يعرفونه بمالك ، ولو (٧) قال الأشتر ، ثم كانت له ألف نفس ما نجى منها بشيء ، وما زال يضطرب في يدي عبد الله حتى أفلت ، وكان الرجل إذا حمل على الجمل ثم نجا لم يعد. وجرح يومئذ بمروان وعبد الله بن الزبير.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا أبو عبيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال (٨) :
كان عبد الله بن الزبير قد شهد يوم الجمل مع أبيه ، وعائشة ، وكان لا يأخذ بخطام [الجمل](٩) أحد إلّا قتل ، فجاء عبد الله بن الزبير ، فأخذ بخطامه ، فقالت عائشة : من أنت؟
__________________
(١) كذا ، ولم يرد «مخارق» بالأصل ، والذي ورد كلمة غير مقروءة وبدون إعجام ورسمها : «محواف».
(٢) الخبر في تاريخ الطبري ، حوادث سنة ٣٦ (٣ / ٥٣ ط. بيروت).
(٣) بالأصل : «لزم يوم الخطام يوم الجمل» وفي تاريخ الطبري : أخذ الخطام.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : فاحلفا ، والتصويب عن تاريخ الطبري.
(٥) أمّه ، من الأمّ ، والأم للرأس : الدماغ ، أو الجلدة الرقيقة التي عليها. وأمّه أمّا أصاب أم رأسه. وشجة آمّة بلغت أم الرأس (القاموس).
(٦) في تاريخ الطبري : فخرّ به.
(٧) بالأصل : «وقال» ولا تناسب السياق ، والمثبت عن الطبري.
(٨) تهذيب الكمال ١٧ / ٣٩٢.
(٩) زيادة عن تهذيب الكمال.