صلّوا على الظهر ، فمرّ بالأشتر يصلي على الأرض ، فقال : مخالف ، خالف الله به ، ومضى شرحبيل ومن معه فاستحوذ على ساسمة فخرّبها فهي خراب إلى اليوم.
وكان الأشتر ممن سعى في الفتنة وألّب على عثمان ، وشهد حصره.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا أبو القاسم بن أبي العلاء.
وأخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن محمّد.
قالا : أنا محمّد ، وأحمد بن الحسن بن سهل ابنا الصباح ، قالا : أنا أحمد بن إبراهيم ابن أحمد الإمام ، نا علي بن حرب ، نا زيد بن الحباب ، حدّثني حزم القطعي ، نا زياد بن مخراق (١) ، عن طلق بن خشاف البكري قال :
لما قتل أمير المؤمنين عثمان ، قدمنا المدينة ، فتفرّقنا ، فمنّا من أتى عليا ، ومنّا من أتى الحسن بن علي ، ومنّا من أتى أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأتيت عائشة ، فقلت : يا أمّ المؤمنين ، فيم قتل عثمان؟ قالت : قتل ـ والله ـ مظلوما ، قاد الله به ابن أبي بكر ، وأهرق الله دم ابن بديل (٢) على ضلالة ، وساق الله إلي الأشتر هوانا في بيته ، وفعل الله بفلان ، وفعل بفلان.
قال : فو الله ما منهم إلّا أصابته دعوتها.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا علي ابن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا خالد بن خداش ، نا حزم القطعي ، قال : سمعت مسلما يحدّث عن طلق بن حبيب قال :
لما قتل عثمان وفدنا وفودا من البصرة نسأل فيم قتل؟ فقدمنا المدينة ، فتفرقنا ، منّا من أتى عليا ، ومنّا من أتى الحسن بن علي ، ومنّا من أتى أمّهات المؤمنين ، فأتيت عائشة ، فقلت : يا أم المؤمنين ، ما تقولين في عثمان؟ قالت : قتل ـ والله ـ مظلوما ، لعن الله قتلته ، أقاد الله به ابن أبي بكر ، وأهراق به دماء بني بديل ، وأيد الله عروة ..... (٣) ، ورمى الله الأشتر بسهم من سهامه ، فما منهم من أحد إلّا أصابته دعوتها.
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وضبطت مخراق بكسر الميم وسكون المعجمة. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤٠٣.
(٢) كذا بالأصل : «دم ابن بديل» وفي المختصر : دم بديل.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.