قال : دخل الحسن بن عمارة على الزهريّ ، وقد امتنع من الحديث ، فقال : ما له لا يحدّث؟ قالوا : امتنع ، قال له الحسن : حدّث ، فإن في القوم من لو يشاء أن يحدّث حدّث ، قال : فليحدّث ، فقال الحسن : ثنا الحكم بن عتيبة في قوله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ)(١) فقال : ما أتى الله عالما علما إلّا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه ، قال : فحدّث الزهريّ.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، ثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن نصر بن عبد الله الذارع قال (٢) : ومما كتب به إليّ الحارث بن أبي أسامة وأذن لي في روايته عنه يقول : حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء الخفاف ، ثنا الحسن بن عمارة قال :
أتيت الزهريّ بعد أن ترك الحديث ، فألفيته على باب داره ، فقلت : إن رأيت أن تحدّثني ، فقال : أما علمت أنّي قد تركت الحديث؟ فقلت : إما أن تحدّثني ، وإما أن أحدّثك ، فقال : حدّثني ، فقلت : حدّثني الحكم بن عتيبة ، عن يحيى بن الجزّار قال : سمعت عليا يقول : ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلّموا ، حتى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا ، قال : فحدّثني بأربعين حديثا.
قال (٣) : وأنبأنا النعالي مرة أخرى ، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن نصر الذارع ، ثنا الحارث ابن [أبي](٤) أسامة ، وما سمعت منه إلّا هذا الحديث ، قال : حدّثنا عبد الوهّاب ، وساق الحديث بطوله كما ذكرته.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، قال : قرئ على أبي عثمان البحيري ، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدان المراري ، أنبأنا محمّد بن يحيى الصولي ، ثنا الحارث بن أبي (٥) أسامة ، ثنا عبد الوهّاب ، ثنا الحسن بن عمارة ، قال :
أتيت الزهريّ بعد أن ترك الحديث ، فألفيته على بابه ، فقلت : إن رأيت أن تحدّثني ، فقال : أما علمت أني قد تركت الحديث؟ فقلت : إمّا أن تحدّثني ، وإمّا أن أحدّثك ، فقال : حدّثني ، فقلت : حدّثني الحكم بن عتيبة ، عن يحيى بن الجزّار ، قال : سمعت علي بن أبي
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٧ وبالأصل : «لنبيننه» والتصويب عن «ز» ، والتنزيل العزيز.
(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ١٨٤.
(٣) الخبر التالي والذي يليه سقطا من «ز».
(٤) زيادة لازمة.
(٥) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.