أنك سكنت المدينة ورحت إلى مسجد الرسول صلىاللهعليهوسلم وقبره تعلم الناس منك ، فقال : إنه ليس ينبغي أن أفعل حتى أزهد (١) في الدنيا وأرغب في الآخرة.
قال : وقال سفيان : ومن كان مثل الزهريّ.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأ أحمد (٢) بن جعفر الإمام ، ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ـ هو ابن أبي إسرائيل ـ قال : سمعت سفيان يقول : قيل للزهري : لو جلست إلى سارية ، فقال : إنّي إذا فعلت ذلك وطئ الناس عقبي ، ولا ينبغي أن يقعد ذلك المقعد إلّا رجل زهد في الدنيا.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثني جدي ، ثنا الحكم بن أسلم ، ثنا سفيان بن عيينة قال : قالوا للزهري : لو جعلت آخر عمرك تقيم بالمدينة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم تجلس إلى عمد من عمدها وتفتي الناس ، فقال : إنّي لو فعلت ذلك وطئ الناس عقبي ، ولا ينبغي لي أن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ـ في كتابه ـ ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي ابن أحمد عنه ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، ثنا أبي ، ثنا محمّد بن إبراهيم بن سالم ، ثنا زيد بن خرشة ، ثنا سعيد بن يحيى ، عن ابن (٣) عيينة قال قائل للزهري : لو جلست في حلقة بالمدينة ، فإنه قد احتيج إليك ، قال : إذا لوطئ (٤) عقبي وينبغي لمن فعل هذا أن يكون زاهدا في الدنيا ، راغبا في الآخرة (٥).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين ، أنبأنا أبو محمّد بن درستويه ، أنبأنا يعقوب (٦) ، ثنا إبراهيم بن المنذر ، ثنا سفيان قال : قيل للزهري : لو أنك الآن في آخر عمرك أقمت بالمدينة ، ولزمت مسجد رسول
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : «أن هذا» والمثبت عن «ز».
(٢) في «ز» : محمد.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : «أبي» والمثبت عن «ز».
(٤) بالأصل : «إذا توطئ» والمثبت عن «ز».
(٥) البداية والنهاية ٩ / ٣٤٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٢١ ـ ١٤٠) ص ٢٣٤.
(٦) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي ١ / ٦٤٢.