أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة ، أنبأنا أبو أحمد ، ثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم ، ثنا مالك بن عبد الله بن سيف ، ثنا يحيى بن عبد الله ، ثنا الليث قال : قال ابن شهاب : ما صبر أحد قطّ على العلم صبري ، ولا نشره أحد قط نشري ، فأمّا عروة فبئر لا يكدرها الدلاء ، وأمّا ابن المسيّب فانتصب للناس ، فذهب اسمه كل مذهب.
أخبرنا أبو بكر الشحامي ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، أنبأنا محمّد بن عبد الله ، أنبأنا ابن الشّرقي ، ثنا محمّد بن يحيى ، ثنا سعيد بن [أبي](١) مريم ، ثنا الليث قال : قلت لابن شهاب : يا أبا بكر ، لو وضعت للناس هذه الكتب ودونتها ، وتفرغت ، قال : ما نشر أحد من الناس هذا العلم نشري ، ولا بذله بذلي ، قد كان عبد الله بن عمر يجالس فلا يجترئ عليه أحد يسأله عن حديث إلّا أن يأتيه إنسان فيسأله عن مسألة ، فيهيّجه على الحديث أو يبتدئه بالحديث ، وكنا نجالس سعيد بن المسيّب فلا نسأله عن حديث حتى يأتيه إنسان فيسأله فيهيّجه ذلك ، فيحدّث بالحديث ، أو يبتدئ هو من عند نفسه فيحدّث به ، قال ابن أبي مريم : هذا أو نحوه.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنبأنا البيهقي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله ، ثنا يعقوب (٢) ، حدّثني ابن بكير ، حدّثني الليث ، عن جعفر بن ربيعة قال : قلت لعراك بن مالك : من أفقه أهل المدينة؟ قال : أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقضايا أبي (٣) بكر وعمر وعثمان ، وأفقهم فقها وأعلمهم بما مضى من الناس فسعيد بن المسيّب ، وأمّا أغزرهم حديثا فعروة بن الزبير ، ولا تشأ أن تفجّر من عبيد الله بن عبد الله بحرا إلّا فجرته ، قال عراك : وأعلمهم عندي جميعا ابن شهاب ، فإنه جمع علمهم جميعا إلى علمه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا عمر بن عبيد الله ، أنبأنا علي بن محمّد بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا الحميدي ، ثنا سفيان قال : قيل للزهري : لو
__________________
(١) زيادة عن «ز».
(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٢٢ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٣٣٧ ومختصرا في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٢٢٩.
(٣) تحرفت بالأصل إلى «أبو».