الشام إلى الحجاز خمسا (١) وأربعين سنة ما استطرفت حديثا واحدا.
قال : وحدّثنا أبو زرعة (٢) ، قال : وأخبرني محمّد بن أبي مقاتل ، ثنا نعيم بن حمّاد ، عن بقية ، عن شعيب بن أبي حمزة قال : سمعت الزهريّ يقول : ما وجدت أحدا يفيدني ـ في ترددي إلى الشام ـ حديثا.
كتب إلي أبو بكر الشيرويي ، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد السمعاني عنه ، أنبأنا أبو بكر الحيري ، ثنا أبو العبّاس الأصم ، ثنا إبراهيم بن سليمان ، حدّثنا نعيم ـ هو ابن حمّاد ـ ثنا بقية ، عن شعيب بن أبي حمزة قال : سمعت الزهريّ يقول : مكثت خمسا وثلاثين ـ أو ستا وثلاثين ـ سنة أنقل أحاديث أهل الشام إلى الحجاز ، وأحاديث أهل الحجاز إلى الشام ، فما أجد أحدا يطرفني حديثا لم أسمعه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد التميمي ، أنبأنا أبو محمّد الشاهد ، أنبأنا أبو الميمون ، ثنا أبو زرعة (٣) قال : قال محمّد بن أبي عمر عن ابن عيينة ، عن إبراهيم بن سعد قال : سمعت أبي يسأل الزهريّ عن شيء من الخلع (٤) والإيلاء (٥) ، فقال : إن عندي فيه لثلاثين حديثا ما سألتموني عن شيء منها.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا أبو صالح عبد الله ابن صالح ، حدّثني الليث بن سعد قال : ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب ، ولا أجمع علما منه ، ولو سمعت ابن شهاب بحديث في الترغيب لقلت : لا يحسن إلّا هذا ، وإن حدّث عن الأنبياء وأهل الكتاب قلت : لا يحسن إلّا هذا ، وإن حدّث عن الاعراب والأنساب قلت : لا يحسن إلّا هذا ، فإن حدّث عن القرآن والسّنّة كأن حديثه بدعاء جامع.
كذا قال.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : «خمسة» والتصويب عن «ز» ، وتاريخ أبي زرعة.
(٢) تاريخ أبي زرعة ١ / ٤٠٩.
(٣) تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٥٤.
(٤) الخلع : طلاق الزوج زوجته بطلب منها (اللسان).
(٥) الإيلاء : الحلف بعدم مقاربة الزوجة.