جايئك (١) وقد سأله عبد الملك عن هذا ، وسألنا فلم يجد عندنا في ذلك علما ، فجاء قبيصة ، فأخبروه في ذلك الخبر ، فنسبني ، فانتسبت (٢) ، وسألني عن سعيد بن المسيّب ونظرائه فأخبرته قال : فقال : أنا أدخلك على أمير المؤمنين ، فصلى الصبح ثم انصرف ، فتبعته ، فدخل على عبد الملك بن مروان ، وجلست على الباب ساعة ، حتى ارتفعت الشمس ، ثم خرج الآذن ، فقال : أين هذا المديني القرشي؟ قال : قلت : ها أنا ذا ، قال : فقمت ، فدخلت معه على أمير المؤمنين ، قال : فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه ، وأمر به فرفع ، وليس عنده غير قبيصة جالس (٣) ، فسلّمت عليه بالخلافة ، فقال : من أنت؟ قلت : محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة ، فقال : أوّه ، قوم نعّارون (٤) في الفتن ، قال : وكان مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله مع ابن الزبير ، ثم قال : ما عندك في أمّهات الأولاد؟ فأخبرته ، فقلت : حدّثني سعيد بن المسيّب فقال : كيف سعيد ، وكيف حاله؟ فأخبرته ، ثم قلت : وحدّثني أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، فسأل عنه ، فقلت : وحدّثني عروة بن الزبير فسأل عنه ، قلت : وحدّثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فسأل عليه ، ثم حدثته الحديث في أمّهات الأولاد عن عمر بن الخطّاب قال : فالتفت إلى قبيصة بن ذؤيب فقال : هذا يكتب به إلى الآفاق ، قال : فقلت : لا أجده أخلى منه السّاعة ولعلّي لا أدخل عليه بعد هذه المرة ، فقلت : إنّي أرى أمير المؤمنين أن يصل رحمي ، وأن يفرض لي فرائض أهل بيتي ، فإنّي رجل مقطع لا ديوان لي فعل ، فقال : أيها الآن ، امض لشأنك ، قال : فخرجت والله مؤيسا من كلّ شيء خرجت له ، وأنا والله حينئذ مقلّ مرمل ، فجلست حتى خرج قبيصة ، فأقبل عليّ لائما لي فقال : ما حملك على ما صنعت من غير أمري؟ ألا استشرتني؟ فقلت : ظننت والله أنّي لا أعود إليه بعد ذلك المقام ، قال : ولم ظننت؟ قال : تعود إليه ، فالحق بي ، أو قال : ائتني في المنزل ، قال : فمشيت خلف دابته والناس يكلمونه ، حتى دخل منزله فقل ما لبث حتى خرج إلى خادم برقعة فيها هذه مائة دينار ، قد أمرت لك بها ، وبغلة تركبها وغلام يكون معك يخدمك وعشرة أثواب كسوة قال : فقلت للرسول ممن أطلب هذا؟ فقال : لا ترى في الرقعة اسم الذي أمرك أن تأتيه؟ قال : فنظرت في
__________________
(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي سير الأعلام : حاميك.
(٢) سقطت من «ز».
(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي سير الأعلام : جالسا.
(٤) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : يغارون ، والمثبت عن سير الأعلام.