اللهم قيّض لي رجلا من أصحاب نبيك (١) صلىاللهعليهوسلم صالحا ، كان نبيّك يحبه وكان يحبّ نبيّك صلىاللهعليهوسلم ، فإذا أنا بغلام أسود على حمار يقود ناقة خلفها شيخ على حمارة ، فقلت للأسود : يا غلام ، من هذا الشيخ؟ قال : محمّد بن مسلمة الأنصاريّ صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فرافقت خير رفيق ، ونازلت خير نزيل.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل ، قالا : ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا الحسين بن الحسن ، أنبأنا عبد الله (٢) بن المبارك ، أنبأنا سفيان بن عيينة ، عن موسى بن أبي عيسى قال : أتى عمر بن الخطّاب مشربة (٣) بني حارثة ، فوجد محمّد بن مسلمة فقال عمر : كيف تراني يا محمّد؟ فقال : أراك والله كما أحبّ وكما يحبّ من يحبّ لك الخير ، أراك قويا على جمع المال ، عفيفا عنه ، عدلا في قسمه ، ولو ملت عدلناك كما يعدل السّهم في الثقاف ، فقال عمر : هاه ، فقال : [لو](٤) ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف ، فقال عمر : الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني (٥).
أخبرني الحسن الفرضي ، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، وأبو القاسم بن أبي العلاء ، قالا : أنبأنا أبو الحسن بن عوف ، أنبأنا محمّد بن موسى ، أنبأنا محمّد بن خريم ، ثنا حميد (٦) بن زنجويه ، ثنا سعيد بن عامر ، أنبأنا هشام بن حسّان قال : قال محمّد بن مسلمة : توجهت إلى المسجد (٧) ، فرأيت رجلا من قريش عليه حلة ، قلت : من كساك هذه؟ قال : أمير المؤمنين ، قال : فجاوزت ، فرأيت رجلا من قريش عليه حلة ، فقلت : من كساك هذه؟ قال : أمير المؤمنين (٨) ، قال : فدخل المسجد ، فرفع صوته بالتكبير ، فقال : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، قال : فسمع عمر صوته ، فبعث إليه أن ائتني (٩) ، فقال : حتى أصلّي ركعتين ، قال : فردّ عليه الرسول يعزم عليه لمّا جاء ، فقال محمّد بن
__________________
(١) أقحم بعدها بالأصل : «بحبه ، وكان يحبك نبيك».
(٢) في الأصل : «أبو عبد الله» والمثبت عن «ز».
(٣) المشرفة : الغرفة والعلية (القاموس) والمشربة : أرض لينة لا يزال فيها نبت أخضر ريان.
(٤) زيادة عن «ز» للإيضاح.
(٥) سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٧٢.
(٦) تحرفت في «ز» ، إلى : عبيد.
(٧) قوله : «إلى المسجد» سقط من «ز».
(٨) كذا بالأصل من قوله : فرأيت .. إلى هنا مكرر بالأصل ، ولم تتكرر العبارة في «ز».
(٩) في «ز» : القني.