جعلتم العلم تحت أقدامكم مثل عبيد السّوء ، بحقّ أقول لكم : وكيف أرجو أن تنتفعوا بما أقول وأنتم الحكمة تخرج من أفواهكم ولا تدخل آذانكم ، وإنّما بينهما أربع أصابع ، ولا تعيها قلوبكم ، فلا أحرار كرام ، ولا عبيد أتقياء.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا ابن عائشة عن أبيه قال :
قال عيسى : تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير العمل ، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلّا بالعمل.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن ، وأبو سعيد محمّد بن موسى ، قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّغاني ، حدّثنا سعيد بن عامر.
ح وأخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن معاوية ، أنبأنا عيسى بن عمر ، أنبأنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن بهرام ، أنبأنا سعيد بن عامر.
عن هشام الدّستوائي ، وقال ابن (١) بهرام : صاحب الدّستوائي ـ قال : قرأت في كتاب بلغني أنه من كلام عيسى بن مريم :
تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلّا بالعمل ، ويلكم ـ وقال ابن بهرام : وإنكم ـ علماء السوء! الأجر تأخذون ، والعمل تضيعون ، يوشك ربّ العمل أن يطلب عمله ، ويوشك (٢) أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه ، الله نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام والصلاة ، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه واحتقر منزلته وعلم ـ وقال ابن بهرام : وقد علم ـ أن ذلك من علم الله وقدرته؟ كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له ، فليس يرضى بشيء ـ وقال ابن بهرام : شيئا ـ أصابه؟ كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر (٣) من آخرته ، وهو في دنياه
__________________
(١) لفظة «بن» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٢) بالأصل : «ويوشكون أن يخرجوا» والمثبت عن المختصر.
(٣) الأصل : «أشر» والمثبت عن المختصر.