ـ وقال ابن بهرام : في الدنيا ـ أفضل رغبة؟ كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته ـ وقال ابن بهرام : إلى الآخرة ـ وهو مقبل على دنياه ، وما يضرّه أشهى إليه ـ أو قال : أحب إليه ـ مما ينفعه؟ كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به (١) ولا يطلبه ليعمل به؟
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنبأنا الحاكم أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر (٢) ، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى.
قالا : أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي شريح ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر ، حدّثنا أبو عبيد الله حمّاد بن الحسن بن عنبسة الورّاق ، حدّثنا سيّار بن حاتم ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثنا هشام الدّستوائي ، قال :
بلغني أنّ في حكمة عيسى بن مريم : تعملون في الدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير العمل ، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلّا بالعمل ، ويلكم علماء السوء ، الأجر تأخذون ، والعمل تضيعون ، يوشك ربّ العمل أن يطلب عمله ، ويوشك أن تخرجوا (٣) من الدنيا إلى ظلمة القبر وضيقه ، الله ينهاكم عن المعاصي كما أمركم بالصوم والصلاة ، كيف يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من آخرته ، وهو في الدنيا أفضل رغبة؟ كيف يكون من أهل العلم من مصيره (٤) إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما ينفعه؟ كيف يكون من سخط رزقه واحتقر منزلته وهو يعلم أن ذلك من علم الله وقدرته؟ كيف يكون من أهل العلم من اتّهم الله في قضائه فليس يرضى بشيء أصابه؟ كيف يكون من أهل العلم من طلب الكلام ليحدّث (٥) به ولم يطلب العلم ليعمل به.
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكير ، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر ، حدّثنا أبو عمرو بن حمدان ، حدّثنا الإمام محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، حدّثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني ، حدّثنا سيّار بن حاتم ، حدّثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال :
__________________
(١) كذا بالأصل : «ليخبر به» وفي المختصر : ليخزنه.
(٢) الأصل : بكير ، تصحيف ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ٤٣ / أ.
(٣) الأصل : «ويوشكون أن يخرجوا» والمثبت يوافق ما جاء في الرواية السابقة :
(٤) غير واضحة بالأصل ، ونميل إلى قراءاتها : «ومسيره» وما أثبت يوافق ما جاء في الرواية السابقة.
(٥) كذا بالأصل في هذه الرواية ، وفي الراوية السابقة : «ليخبر به» وفي المختصر «ليخزنه».