لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشدّ مقتا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، نا عيسى بن علي ـ إملاء ـ نا القاضي أبو عمر محمّد بن يوسف ، نا محمّد بن أحمد بن الجنيد ، نا روح بن عبادة ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة أن أبا الدّرداء قال :
إنك لن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله تعالى ، ثم ترجع إلى نفسك ، فتجدها (١) أمقت عندك من سائر الناس ، وإنك لن تفقه كلّ الفقه حتى ترى للقرآن وجوها.
قال حمّاد : فقلت لأيوب : أرأيت قوله : حتى ترى للقرآن وجوها ، قال : فسكت هنيهة قال : فقلت : أهو أن ترى له وجوها فتهاب الإقدام عليه ، فقال : نعم ، هذا هو.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو الفضل بن خميرويه ، نا أحمد بن نجدة ، نا سعيد بن منصور ، نا فرج بن فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي الدّرداء قال :
يا ربّ مكرم لنفسه وهو لها مهين ، ويا ربّ شهوة ساعة قد أورثت صاحبها حزنا طويلا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل ، قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٢) ، أنا إسماعيل بن عياش ، نا أبو سلمة الحمصي ، عن يحيى بن جابر ، عن أبي الدرداء قال :
ألا ربّ منعم لنفسه وهو لها جدّ مهين ، ألا ربّ مبيض لثيابه وهو لدينه مدنّس.
قال (٣) : ونا إسماعيل بن عياش ، أخبرني عقيل بن مدرك ، عن لقمان بن عامر أن أبا الدّرداء قال :
__________________
(١) بالأصل وم : فتجدها عندك أمقت عندك.
(٢) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص ٢٢١ رقم ٦٢٦.
(٣) القائل عبد الله بن المبارك ، والخبر في كتاب الزهد والرقائق ص ٢١٠ رقم ٥٩٢ وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣٥٠.