أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر ، أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن سعيد بن النحّاس ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن زكريا بن يحيى ، نا عمّي ، نا محمّد بن يحيى ، نا إبراهيم بن حمزة الزّبيري ، نا عبد العزيز بن محمّد ، عن موسى بن عبيدة ، عن ابن شهاب ، عن عبد الله الأسدي قال :
بينا أبو الدّرداء ليلة في رمضان إذ سلّم في بعض القيام وكان أمّ الناس في القيام ، فالتفت إلى الناس فقال : يا أهل دمشق ألا تستحيون مما تصنعون ، والله إنكم لا خواني في الدين وجيراني في الدار ، وأعواني على العدو ، فلا تستحيون مما تصنعون ، تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تسكنون ، وتأملون ما لا تدركون ، كالذين من قبلكم بنوا شديدا وجمعوا كثيرا ، وأملوا بعيدا ، فأصبحت بيوتهم قبورا ، وجمعهم بورا ، وأصبح أملهم غرورا (١).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، ثنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصّفّار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنا عبد الرّحمن بن يونس ، نا حاتم بن إسماعيل ، عن محمّد بن عجلان ، عن أوس بن يزيد اللّخمي.
أن أبا الدّرداء خرج من دمشق فنظر إلى الغوطة وقد شقّت أنهارها ، وغرست شجرا وبنيت قصورا ، فرجع إليهم فقال : يا أهل دمشق ـ فلما أقبلوا عليه قال : ـ ألا تستحيون ثلاث مرات ، تجمعون ما لا تأكلون ، وتأملون ما لا تدركون ، وتبنون ما لا تسكنون ، ألا أنه قد كان قبلكم قرون يجمعون فيوعون ، ويأملون فيطيلون ، ويبنون فيوسعون ، فأصبح جمعهم بورا ، وأصبح أملهم غرورا ، وأصبحت منازلهم قصورا ، ألا إنّ عادا ملأت ما بين عدن وعمان [نعما](٢) وأموالا فمن يشتري مني مال عاد بدرهمين؟
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، قالا : نا علي بن غنائم بن عمر المصري النطاح.
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.
__________________
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ / ٢١٣ من طريق جويبر عن الضحاك ، في خبر طويل ، باختلاف الرواية فيها.
(٢) الزيادة عن م.