فقال له سلمان : أطعم ، فقال : إنّي صائم ، قال : أقسمت عليك إلّا ما طعمت ما أنا بآكل حتى تأكل ، قال : فأكل معه وبات عنده ، فلمّا كان من الليل قام أبو الدّرداء فأجلسه ـ وقال ابن المقرى : فحبسه سلمان ثم قال : يا أبا الدّرداء ، إنّ لربّك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، ولجسدك عليك حقا ، أعط كلّ ذي حقّ حقّه ، صم وأفطر ، وقم ونم ، وائت أهلك.
فلما كان عند الصبح قال : قم الآن ، فقاما فصلّيا ، ثم خرجا إلى الصلاة ، فلمّا صلّى النبي صلىاللهعليهوسلم قام إليه أبو الدّرداء فأخبره بما قال سلمان. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم مثل ما قال سلمان ، زاد ابن حمدان (١) : له.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو البحيري (٢) ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، وأبو الحسين أحمد بن محمّد.
ح وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا سعيد بن أحمد (٣) بن محمّد ، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عمر الخفّاف (٤) ، قالا : أنا أبو حامد أحمد بن محمّد ، نا إبراهيم بن عبد الله ، وأبو أحمد الفرّاء ، محمّد بن عبد الوهّاب (٥) ، قالا : جعفر بن عون أنا أبو عميس ، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم آخى بين سلمان وأبي الدّرداء ، فجاء سلمان يزور أبا الدّرداء ، فرأى أم الدّرداء متبذّلة ، فقال : ما شأنك؟ قالت : إنّ أخاك ليس له حاجة في شيء من الدنيا ، فلما جاء أبو الدّرداء رحّب بسلمان ، وقرّب إليه طعاما ، فقال له سلمان : أطعم ، فقال : إنّي صائم ، قال : أقسمت عليك إلّا ما طعمت ، فقال : إنّي لست بآكل حتى تطعم ـ وقال أبو أحمد : ما أنا بآكل حتى تأكل ـ قال : فأكل معه ، وبات سلمان عند أبي الدّرداء ، فلما كان الليل قام أبو الدّرداء فحبسه سلمان ثم قال : يا أبا الدّرداء إنّ لربك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، ولجسدك عليك حقا ، فصم وأفطر ، وقم ونم ، وائت أهلك ، فأعط كلّ ذي حقّ حقّه ، فلمّا
__________________
(١) تقرأ بالأصل : متبثلة ، والمثبت عن م وسير الأعلام وتاريخ الإسلام.
(٢) الأصل وم : «احمران».
(٣) هو سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد ، أبو عثمان البحيري ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٠٣.
(٤) هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر ، أبو الحسين النيسابوري الخفاف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٨١.
(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦٠٦.