كان في وجه الصبح ـ وقال أبو أحمد : فلما كان عند الصبح ـ قال : قم الآن ، فقاما فصلّيا ثم خرجا ، وقالت فاطمة : جاء إلى الصلاة فلما صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قام إليه أبو الدّرداء فذكر له ما قال سلمان فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم مثل ما قال سلمان.
أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي قال أبو عبد الله : أخبرني ، وقال القاضي نا.
وأخبرناه أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد النوقاني (١) ـ بها ـ أنا الفقيه الزكي عمّي أبو نصر أحمد بن أحمد البغدادي ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن (٢) بن أحمد الحرشي (٣) الحيري ، أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم الشيباني ـ زاد ناصر : بالكوفة ـ نا أحمد بن حازم ، أنا جعفر بن عون ، أنا أبو عميس ، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم آخى بين سلمان وبين أبي الدّرداء ، قال : فجاءه سلمان يزوره ، فإذا أم الدّرداء متبذّلة ، فقال : ما شأنك يا أم الدّرداء؟ قالت : إنّ أخاك أبا الدّرداء يقوم الليل ويصوم النهار ، وليس له في شيء من الدنيا حاجة ، فجاء أبو الدّرداء ، فرحّب به وقرّب إليه طعاما ، فقال له سلمان : أطعم ، فقال : إنّي صائم ، قال : أقسمت عليك لتفطر به ، قال : ما أنا بآكل حتى تأكل ، فأكل معه ، ثم بات عنده ، فلمّا كان من الليل أراد أبو الدّرداء أن يقوم فمنعه سلمان وقال له : يا أبا الدّرداء إنّ لجسدك عليك حقا ، ولربّك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، صم وأفطر ، وصلّ وائت أهلك ، وأعط كلّ ذي حقّ حقّه ، فلمّا كان في وجه الصبح قال : قم الآن إن شئت ، قال : فقاما فتوضّئا ثم ركعا ، ثم خرجا إلى الصلاة ، فدنا أبو الدّرداء ليخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالذي أمره سلمان فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أبا الدّرداء ، إنّ لجسدك عليك حقّا ، مثل ما قال سلمان» [١٠١٦٧].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا الحاكم أبو أحمد ، أنا أبو عروبة الحسين ، عن أبي معمر محمّد بن مودود الحرّاني ، نا المؤمّل بن هشام ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أبي الدرداء قال :
__________________
(١) الأصل : البرقاني ، تصحيف ، وفي م : «النومايى» بدون إعجام والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى نوقان ، إحدى مدينتي طوس. راجع مشيخة ابن عساكر ٢٢٩ / ب ، ومعجم البلدان.
(٢) في م : الحسين ، تصحيف.
(٣) بالأصل وم : «الحرسى» تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٥٦.