قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، حدّثني أبو سليمان محمّد بن عبد الله الرّبعي ، حدّثني أبي ، نا أبو إسماعيل الترمذي ، نا محمّد بن معاوية النيسابوري ، نا عمر بن هارون البلخي قال :
لما قدمت الشام وذلك في أوّل أيام بني هاشم أتيت الأوزاعي فسألني عن أحوال الناس بخراسان ، فأخبرته حتى انتهيت إلى ذكر وال عندنا من أصحاب أبي مسلم ، فوصفت له جوره وظلمه وانتهاكه المحارم ، وأخذه أموال الناس بالباطل ، فقال الأوزاعي : ولم تصبروا عليه؟ قلت : فما عسينا أن نصنع به؟ قال : ترفعون أمره إلى السلطان ، فقلت : إنّ السلطان في هذا الوقت شديد البأس والسطوة ، ونخشى إن رفعنا أمره إليه أن يهلكه ، فنكون نحن السبب في ذلك ، فقال الأوزاعي : أبعده الله وما عليكم مما يكون منه ، قلت : فما نصنع بالخبر؟ فقال : وأيّ خبر يعني؟ قلت : قوله : فاصبروا حتى يستريح برا ويستراح من فاجر ، فقال : إنّما هذا في الأصول لا في الفروع ، فقلت : يا أبا عمرو فإن رفعنا أمره إلى السلطان فردّ الأمر فيه إلينا ، وقال لنا : ما تسألون فيه ما ترى أن نقول؟ قال : تسألونه أن يزيله عنكم ويعاقبه (١) وينكّل به ويستخرج الحقوق من يده لأهلها ، قلت : فإن لم يحضر أهلها فيطالبوه بها؟ قال : لا يترك في يده يقوى بها على الباطل إذا علم أنه أخذها بغير حقّ ، ولكن ينزعها الإمام ، قلت : فما يعمل فيها؟ قال : إن قدر على أصحابها ردّها عليهم ، وإلّا صرفها في مصالح المسلمين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط (٢) قال : في الطبقة الخامسة من أهل خراسان : عمر بن هارون من أهل بلخ.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٣) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٤) قال : في تسمية الفقهاء والمحدّثين من أهل خراسان : عمر بن هارون البلخي.
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : ويعافيه.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٦٠١ رقم ٣١٤٤ وعنه في تهذيب الكمال ١٤ / ١٦٣.
(٣) في م و «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.
(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع.