وضع (١) الحروف أو لكون الاستفهامية متضمنة لمعنى الحرف وحمل الخبرية عليها.
(وكذا) وبناؤها ؛ لأنها (٢) في الأصل (ذا) من أسماء الإشارة دخل عليها كاف التشبيه ، فصار المجموع بمنزلة كلمة واحدة بمعنى (كم) وبقي (ذا) على أصل بنائه.
وكل واحد منهما يكون (للعدد) والكناية عنه.
وجاء (كذا) كناية عن غير العدد أيضا ، ونحو (خرجت يوم كذا) (٣) كناية عن يوم السبت أو غيره.
(وكيت (٤) وذيت (٥) للحديث) أي : الكناية عن الحديث والجملة. وإنما بنيا ؛ لأن كل واحد منهما كلمة واقعة موقع الجملة التي هي حيث هي لا تستحق اعرابا ولا بناء ، فلما وقع المفرد موقعها ولم يجز خلوه عنهما رجح البناء ، الذي هو الأصل في الكلمات قبل التركيب (٦).
__________________
ـ حرف الجر قياسا وسكن ميمها للتخفيف فكأنهم جرد وأعن معنى الاستفهام في الخبرية. (فتح الأسرار).
(١) أي : وضعت ثنائية وسمي هذا الاسم اسما ناقصا في القاموس كم اسم ناقص بني على السكون أو مؤلفة من كاف التشبيه وما قصرت وأسكنت وهي للاستفهام وينصب ما بعده تمييزا وللخبرية ويخفض ما بعده كرب وقد يرفع تقول كم رجل كريم إياه هذا.
(٢) أي : وإنما بنى لفظ كذا لكونه منقولا عن المبني ؛ لأن أصله ذا آه.
(٣) وكقول : (أئمة اللغة) قيل بعضهم أما تعرف بمكان كذا وكذا وجذا فقال بلى وجازا أي : أعرف بها وجازا والجمع وجذان ومنقوصة فجيم ساكنة وذلك معجمة النقرة في الجبل والجمع وجازا بكسر الواو وفي الحديث أنه يقال للعبد يوم القيامة أتذكر يوم كذا وكذا فعلت كذا وكذا. (وجيه).
(٤) وهما لا يستعملان إلا مكررين متوسطا بينهما حرف العطف تقول قال فلان كيت وكيت كما تقول من الأمر ذيت وذيت. (عوض أفندي).
ـ وأنهما في الأصل كيته وذيته على وزن المرة حذفت اللام وأبدل عنها تاء التأنيث كما في بنت ومن العرب من يستعملها على الأصل والوقف عليها حينئذ بالهاء ولا يكونان إلا مفتوحين. (حاشية).
(٥) بالحركات الثلث يعني يستعمل كل منهما مكررا وفي المكرر يجوز الحركات الثلث. (سيد عبد الله).
(٦) فإن قلت : فعلى هذا لا يكون الكنايات من قسمي المبني ما ناسب مبني الأصل وما وقع غير مركب قلت : قال المصنف في الشرح يصح أن يقال أنه كان ناسب مبني الأصل ؛ لأنه أشبه بالجملة التي لا إعراب لها لفظيا ولا تقديريا من حيث هي جملة على أنه قد عد البعض ـ