(إلا إذا) كانت موصولة (حذف صدر صلتها) (١) نحو قوله تعالى : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا)(٢) فيمن قرأ (٣) بالضم ، أي : أيّهم هو أشد.
وإنما بنيت موصولة عند حذف صدر صلتها لتأكيد شبهها بالحرف من جهة الاحتياج إلى أمر غير الصلة ، وبنيت على الضم تشبيها لها بالغايات ؛ لأنه حذف منها بعض ما يوضحها كما حذف من الغايات ما بينها ، وهو المضاف إليه.
ولم يستثن (٤) الموصوف لبنائها مثل : (يا أيها الرجل) كما استثنى التي حذف صدر صلتها ؛ لأنه ذكر في قسم المنادي : إن كل ما يقع منادى مفردا معرفة فهو مبني وبناء الموصوفة لهذا فلا حاجة إلى الذكر ثانيا.
(وفي قولهم (ماذا صنعت؟) (٥)
__________________
(١) إذا كانت صلتها فعلية فلا يبنى معها وإن كانت اسمية وحذف صدرها أعني المبتدأ بشرط أن يكون ذلك الصدر ضميرا راجعا إلى أي : فإن كان مضاف يبني على الضم وأجاز سيبويه الإعراب وقال هذه لغة جيدة وإن لم يكن مضافا فالإعراب وأجاز بعضهم البناء قياسا لا سماعا. (عبد الغفور).
(٢) من كان إذ عصى وأعتى منهم فنظر فيها وفي ذكر الأشد تنبيه على أنه تعالى يعفو عن كثير من أهل العصيان ولو خص ذلك بالكفر فالمراد أنه يميز طوائفهم أعتاهم ويطرحهم في النار على الترتيب ، ويدخل كل طبقتها التي تليق بهم وأنه مبني على الضم عند سيبويه ؛ لأن حقه أن يبنى كسائر الموصولات لكنه أعرب جملا على كل وبعض للزوم الإضافة فإذا حذف صدر صلته زاد نقصه فعاد إلى حقه منصوب المحل بنزعن. (قاضي).
(٣) وأما قول الخليل : باد ، أي : في الآية ليست موصولة بل هي استفهامية مرتفعة على الابتداء وأشد خبرها وحينئذ يكون ارتفاعها على الحكاية بتقدير القول فضعيف ؛ إذ قلما يصار إليه في سعة الكلام لعدم اطراد ذلك وكذا قوله : يونس بالتعليق ؛ إذ لا يعرف تعليق المؤثر من الأفعال. (عافية شرح الكافية).
(٤) شروع في بيان الفرق بين كونها موصولة وموصوفة حيث استثنى الأول ولم يتعرض للثاني فقال : (ولم يستثن ... إلخ). (عوض).
(٥) وذا لا يجيء موصولة ولا زائدة إلا بعد ما من الاستفهاميتين والأولى فيما ذا هو ومن ذا هو خير منك الزيادة ويجوز على بعد أن يكون بمعنى الذي أي : الذي هو على حذف المبتدأ وأما قولك : من ذا قائما فذا فيه اسم إشارة لا غير ويحتمل أن فيمن ذا الذي أن تكون زائدة وأن تكون اسم إشارة كما في قوله تعالى : من (هذَا الَّذِي)[الملك : ٢٠] فإن هذا التنبيهية تدخل على اسم الإشارة. (رضي الدين).