الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠] والموصوفة نحو : (يا أيها (١) الرجل).
قيل : (أي) (٢) تقع صفة اتفاقا (٣) فلم جعلها المصنف ك : (من) التي لا تقع صفة أصلا؟
وأجيب : بأن (أيا) الواقعة صفة هي في الأصل استفهامية ؛ لأن معنى (مررت برجل أي رجل) (٤) : رجل عظيم يسأل عن حاله لا يعرفه كل أحد ، فنقلت عن الاستفهامية إلى الصفة (٥).
(وهي) أي : كل من (أي ، وأيّة) (معربة) بالاتفاق (٦) (وحدها) (٧) لا يشاركها في الإعراب غيرها من الموصولات إلا على الاختلاف (٨) في (اللذان) و (اللتان) وفي (ذو) الطائية.
وإنما أعربت ؛ لأنه التزم فيها الإضافة إلى المفرد (٩) التي هي من خواص الاسم المتمكن فلا يرد (١٠) (حيث وإذ وإذا)
__________________
(١) خص الرضي كونها معرفة بالنداء وأجاز الأخفش كونها نكرة موصوفة. (عصام).
(٢) ولما توجه على هذا الحصر سؤال وجواب ذكره عبد الله بقوله : (قيل).
(٣) بين النحاة في قوله : (مررت برجل أي رجل) أي : رجل عظيم القدر فيلزم على المصنف أن يقول : وأي كما إلا في التامة.
(٤) ليس معناه توصيف الرجل الأول بأي ، بل معناه إذ هذا الرجل ، أي : رجل عظيم.
(٥) فإن سبب الاستفهام هو الجهل في ذات المسؤول عنه أو في صفته وسبب الجهل توصيف الرجل بالعظمة فيكون من قبيل إطلاق المسبب إلى السبب.
(٦) وقيد الشارح بقوله : (بالاتفاق) ليظهر فائدة التقييد بقوله : (وحدها).
(٧) من بين أخواتها مع قيام العلة الموجبة لبنائها وهي مشابهتها الحرف أو تضمنها معناها وذلك تنبيها على أن الأصل في أخواتها هو الإعراب وأما اختصاص ذلك بها فلأنها لما كانت لازمة الإضافة ظاهر أو حقيقة وهي لكونها من خواص الاسم منافية للبناء عارضت تلك علة البناء فبقي الأصل سالما هو الإعراب وكذلك فيما لم يضف للاطراد كما في قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا.)
(٨) يعني : اتفاق النحاة في كون بعض الموصولات معربا منحصر في هاتين الكلمتين دون سائر الموصولات ؛ لأن بعض الموصولات أيضا معرب لكنه معرب بالاختلاف كما في اللذان.
(٩) وإنما لم يجعلوا الإضافة إلى الجملة كالمقطوع عن الإضافة ؛ إذ الإضافة إلى الجملة في الحقيقة إضافة إلى مضمونها وهو غير مذكور صريحا فكان في حكم المقطوع عن الإضافة.
(١٠) أي : إذا كان الإضافة فيها إلى المفرد لا يرد حيث وإذ وإذا ؛ لأنها لا تضاف إلا إلى الجملة والجملة مبنية. (محمد أفندي).