(ومن كذلك) (١) أي تكون موصولة ، نحو : (أكرمت من جاءك) واستفهامية نحو : (من غلامك؟) وشرطية نحو : (من تضرب أضرب) وموصوفة إمّا بمفرد نحو قوله :
وكفى بنا فضلا على من غيرنا (٢) |
|
حبّ النّبي محمد إيانا (٣) |
أي : شخص غيرنا ، أو بجملة نحو : (من جاءك قد أكرمته).
(إلا في التامة (٤) والصفة) فإن كلمة (من) لا تجيء تامة ولا صفة.
(وأيّ) للمذكر (وأية) للمؤنث ك : (من) في ثبوت الأمور الأربعة وانتفاء التامة والصفة.
ف : (أي) الموصولة نحو : (اضرب أيّهم لقيت) والاستفهامية نحو : (أيّهم أخوك؟) و (أيهم لقيت؟) والشرطية نحو قوله تعالى (أَيًّا (٥) ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ
__________________
(١) قوله : (ومن كذلك) ولم يقل : ومن الاسمية كما قال : وما الاسمية ؛ لأن من لا يجيء معرفا لا عند البصرية ولا عند الكوفية إلا إنها قد تزاد عند الكوفيين بناء على تحويرهم زيادة الأسماء.
ـ ومن بجميع وجوهها الحض بأولى العلم ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث وقد يقع على ما لا يعلم كقوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ)[النور : ٤٥] قال بعض المحققين : إن هذا تغليبا ؛ لأنه تعالى قال : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) ففي ضمير فمنهم تغليب العلماء على غيرهم ، والضمير يرجع إلى (كُلَّ دَابَّةٍ) ثم بنى على هذا التغليب فقال : (مَنْ يَمْشِي ...).
(٢) قوله : (غير) بالجر على أنه صفة لمن بمعنى على كل إنسان.
(٣) أي : كفى حب النبي حال كونه فضلا عظيما.
(٤) والمستثنى منه محذوف تقديره في كل من الوجوه إلا التامة.
(٥) نزلت حين سمع المشركون أن رسول الله يقول : «يا الله يا رحمن» فقالوا : إنه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخر ، فالمراد على الأول هو التسوية بين اللفظين بأنهما يطلقان على ذات واحدة وإن اختلف اعتبار إطلاقهما والتوحيد إنما هو باعتبار الذات الذي هو المعبود وعلى الثاني أنهما سيان في حسن الإطلاق والإفضاء إلى المقصود وهو أصوب لقوله : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) والدعاء في الآية بمعنى التسمية وهو يتعدى إلى مفعولين حذف أولهما استغناء عنه وأو للتخيير والتنوين في أيا : عوض عن المضاف إليه وما صلة لتأكيد ما في أيا من الإبهام والضمير في فله للمسمى ؛ لأن التسمية له لا للاسم وكان أصل الكلام أيا ما تدعو فهو حسن فوضع موضعه : (فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) للمبالغة على ما هو الدليل عليه وكونها لدلالتها على صفات الجلال والإكرام. (قاضي البيضاوي).