فاعله اسم محض ، كما هو الأصل وخبره فعل مضارع ليدل على قرب حصول (١) الخبر من الحال ، باعتبار أحد معنييه من غير (أن) لدلالته (٢) على الاستقبال المنافي للحال.
(وقد تدخل (أن) على خبر (كاد) تشبيها له ب : (عسى) كما أنه يحذف (أن) عن خبر (عسى) تشبيها له ب : (كاد) كقولهم (٣) :
قد كاد (٤) من طول البلى أن يمسحا
فلما كان كل واحد منهما مشابها للآخر أعطى لكل منهما حكم (٥) الآخر من وجه.
(وإذا دخل النفي على (كاد) (٦) فهو) أي : (كاد) (كالأفعال) أي : كسائر الأفعال في إفادة أدوات النفي مضمونها (على) القول (الأصح) (٧) ماضيا كان أو مستقبلا (وقيل نفيه) (٨) أي نفي كاد (يكون للإثبات مطلقا) ماضيا كان أو مستقبلا.
__________________
ـ دوامه فاندفع ما قيل : أنه لا يظهر الإشراف في قوله تعالى : (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ)[البقرة : ٧١] وفي لم يكدر سيس الهوى. (عبد الحكيم).
(١) فإنه لو كان اسما لا يدل على الحصول والحدوث بل الثبوت مطلقا ولو كان ماضيا فبعدد دخول كاد يدل على قرب حصول الخبر في الماضي بخلاف ما كان مضارعا. (حاشية).
(٢) قوله : (لدلالته على الاستقبال) أي : لدلالة أن على تصاد الاستقبال المنافي للحال فلا يناسب ذكره مع كاد الذي مدلوله الإشراف على الحصول وقربه منه غاية القرب. (سيالكوني).
(٣) قوله : (كقولهم) الصواب كقوله ، وكذا فيما سبق ؛ لأنه قول الشاعر لا قول العرب ويمسح الشيء مسوحا ذهب والقطع.
ـ أوله : رسم الدار عفى من بعدها قد انمحى من المحو نصف منزلة الحبيبة ويقول : رسم الدار عفى انمحى تلك الدار كان من طول بلاه وقدم الدراسة يذهب وينقطع. (وجيه).
ـ البيت لرؤية أوله : ربع عفاه الدهر طولا فانمحا. عاطفة على عفاه.
(٤) واسم كاد ضمير رسم أو ربع وأن يمصحا خبره مع أن مخلاف للإشباع. (حاشية).
(٥) يعتمد ذكاء لا شابه بعسى أعطى له وخولان على صبره لما شابه عسى كاد أعصى حذف أن من خيره.
(٦) يكون كاد المنفى كما أن الأفعال المشبهة إذا عليها النفي كانت للنفي آخر.
(٧) وإنما قال فما صح لاختلاف كثيرة فيه كما صرح بها بعد. (لمحرره).
(٨) أي : قال بعضهم : إن النفي إذا دخل على كاد ، كان للإثبات مطلقا.