(وقد يحذف (أن) عن الفعل المضارع في الاستعمال الأول تشبيها (١) لها ب : (كاد) فكما أن (كاد زيد يخرج) لم يذكر فيه (أن) كذلك (عسى زيد يخرج) لا يذكر فيه (أن) كقولهم : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب (٢)
كان الأصل فيه (أن يكون وراءه) فحذف (أن) منه دون الاستعمال الثاني لعدم مشابهة قولك : عسى أن يخرج زيد ، بقولك (٣) كاد زيد يخرج.
(والثاني) أي : ما وضع لدنو الخبر دنو حصول (كاد) تقول : (كاد (٤) زيد يجيء) فتخبر عن دنو الخبر لعلمك بإشرافه (٥) على الحصول للفاعل في الحال (٦).
__________________
ـ كان الاستعمال عسى أن يخرج الزيدان فلا شيء على مذهب البصريين من اختيار إعمال الثاني. (محشي).
(١) قوله : (تشبيها لها ب : كاد) لاشتراكهما في كونهما فعلين للمقاربة لا على وجه الشروع وفي كون ما بعدهما اسما ثم مضارعا لا لعل لقلة المشابهة بها. (سيالكوني).
(٢) والبيت لهدبة بن الخشرم كان من فصحاء بادية الحجاز وكان هدبة قد قتل ابن عم زائدة بن زيد الجاري فهرب وأخذ عمه ابن غيره لأجله فسجن فبلغه ذلك فقال : عسى الكرب محل معاوية فقدم عليه عبد الرحمن محوال إلى معاوية فادعى عليه قتل أخيه فقال معاوية : ما تقول يا هدبة؟ فطلب منه عبد الرحمن أن يقتله فكره معاوية على الكرب الذي. (حاشية).
ـ والمعنى عسى الحزن الذي أمسيت فيه وصرت واقعا فيه يكون وراؤه وأمامه وانفراج قريب. (شرح).
(٣) هذا واضح على تقدير أن يكون زيد فاعل يخرج أما لو كان اسم عسى وأن يخرج خبره أو يكون اسم عسى ضمير زيد كما جوزه فالمشابهة متحققة كما كانت في الاستعمال الأول. (عصام).
(٤) فعل ناقص التصرف من حد سمع لم يأت فيه إلا الماضي والمضارع ومعناه قارب كذا الاتفاق يأتي في الأشهر وأوى عند الأصمعي. (ك).
(٥) في القاموس أشرف المريض على الموت أشفي عليه. (سيالكوني).
ـ قوله : (بإشرافه) على الحصول أي : بإشراف الخبر وإطلاعه على حصوله للفاعل قال في الصحاح : أشرفت عليه ، أي : أطلعت عليه من فوق. (وجيه الدين).
(٦) قوله : (في الحال) متعلق بالحصول في الزمان الحال لشدة قربه منه إلا أنه لم يشرع فيه على ما في الرضي فإذا كان في الإثبات يدل على ثبوت شدة القرب وإذا كان في النفي يدل على شدة نفي القرب لا على الشدة كما أن الجملة الاسمية المنفية تدل على دوام النفي لا على نفي ـ