وأسقط المصنف ذكر هذه الأفعال الأربعة من البين في مقام التفصيل مع ذكرها في مقام الإجمال ، وكان الوجه في ذلك أنها من الملحقات ولذالم يذكرها صاحب المفصل.
وقال صاحب اللباب : وألحق بها (آض وعاد ، وغدا وراح) فأسقطها عن البين إشارة (١) إلى عدم الاعتداد بها ؛ لأنها من الملحقات (٢).
(وما زال) من زال يزال ، لا من زال يزول فإنها تامّة.
(وما برح) بمعناه من برح أي : زال ومنه البارحة : الليلة الماضية.
(وما فتئ) أيضا بمعناه.
(وما انفك) (٣) أي : ما انفصل (لاستمرار خبرها) أي : خبر تلك الأفعال ، (لفاعلها) قيل : سمي (٤) اسمها فاعلا (٥) تنبيها على أن اسمها (٦) ليس بقسم على حدة من المرفوعات كما أن خبرها قسم على حدة من المنصوبات (٧)
(مذ (٨) قبله) أي : قبل فاعلها خبرها.
__________________
(١) قوله : إشارة إلى عدم الاعتداء بها فالذكر في الإجمال لكونها ناقصة في الجملة ، وعدم الذكر في التفضيل إشارة إلى عدم الاعتداد. (س).
(٢) قوله : (لأنها من الملحقات) في الأصل ، وإن صارت في الاستعمال ناقصة بخلاف آل ورجع واستحال وتحول وارتد ، فإنها ملحقات مطلقا فلذا تركها في الإجمال والتفصيل ..
(٣) وفي الصحاح : ما انفك فلان قائما ، أي : ما زال قائما ، وإنما لم يقل بمعناه كما في الأولين ؛ لأن الزوال هاهنا مدلوله اللازمي الانفكاك ، ولذا أشار إلى معناه الأصلي الذي دل عليه بالمطابقة بقوله : (أي : ما انفصل). (أيوبي).
(٤) والحاصل : أن مراد هذا القائل أن أسماء الأفعال الناقصة داخله في تعريف الفاعل. (محرم).
(٥) في مقام التسمية بالاسم لاقترانه بالخبر بخلاف ما تقدم من قوله : لتقرير الفاعل على صفة ، فإنه يجوز أن يكون إطلاقه علينا توسعا كإطلاق الصفة على الخبر. (حاشية).
(٦) أي : اسم الأفعال الناقصة مطلقا ، وإن كانت التسمية واقعة في الأفعال المصدرة بالنفي ؛ لأن خصوصية هذه الأفعال ملغاة في التسمية. (حكيم).
(٧) من حيث إنه ركن من الكلام لا يتم الإفادة بدونه ، وإن هذه أفعال في المعنى قيد بخلاف غيره من المفعولات. (وجيه).
(٨) قوله : (مذ) ظرف من الظروف المبنية بمعنى أول المدة مبني على السكون مرفوع مبتدأ ـ