وصار (١) ، وأصبح ، وأمسى وأضحى وظل ، وبات ، وآض ، وعاد وغدا ، وراح (٢) ومازال(٣) ، وما أنفك ، وما فتئ (٤) بالهمزة وقيل : بالياء (وما برح ، وما دام (٥) ، ليس)(٦) ولم يذكر سيبويه منها سوى (كان ، وصار ، وما دام ، وليس) ثم قال : وما كان نحوهن من الفعل مما لا يستغني عن الخبر.
والظاهر أنها غير محصورة.
وقد تضمّن (٧) كثير من الأفعال التامة معنى الناقصة ، كما تقول : (تتم التسعة بهذا عشرة) أي : تصير عشرة تامة و (كمل زيد عالما) أي : صار زيد عالما كاملا.
(وقد جاء) (٨)
__________________
(١) قوله : (وصار) للانتقال إما من صفة إلى صفة نحو : صار زيد عالما أو من حقيقة إلى حقيقة نحو : صار الطين خزفا وقدمهما لبساطتهما وأصالتهما ولغلبة الأول قدمه على الثاني. (نتائج الأفكار).
(٢) يقال : راح زيد إذا مشى في وقت الرواح وهو ما بعد الزوال إلى الليل ولا يخفى أن الغالب في هذه الأربعة كونها تامة وإنما تكون ناقصة إذا كانت بمعنى صار فتكون من الملحقات. (امتحان).
(٣) من زال يزال كخاف يخاف لا يستعمل إلا ناقصا لاستمرار خبرها لاسمها من وقت صلاحيته له ويلزمه النفي لا من زال يزول من بابه قال يقول ولا من زال يزيل من اليائي أي : فرقة نحو : كال يكيل ؛ لأنهما تامتان. (فتح الأسرار).
(٤) ما فتئ : بالفارسية ما برح معنا حرف نفي مقدر مقدرا لو كقوله تعالى : (تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً)[يوسف : ٨٥] أي : ما تفتأ وما تزال تذكر يوسف تضجعا وبكاء عليه حتى تكون مريضا مشرفا على الهلاك.
(٥) لتوقيت أمر بمدة ثوبت خبرها لاسمها بأن جعلت تلك المدة ظرف زمان ؛ لأن ما فيها مصدرية وتقدير الزمان قبل المصادر كثير كما في آتيتك حقوق النجم أي : وقت غروب النجم.
(٦) لنفي مضمون الجملة حالا عند الجمهور أو مطلقا عند سيبويه آخره مع أصالته وبساطته لعدم كماله في الفعلية لشبهه بالحرف في الصورة وعدم التصرف. (نتائج الأفكار).
(٧) قال التفتازاني في شرح الكشاف : حقيقة التضمين أن يقصد بالفعل معناه الحقيقي مع فعل آخر يناسبه وله طرق أشهرها جعل الفعل المذكور حالا أو عكسه وهاهنا طريق آخر نحو : أحمد إليك أي : انتهى إليك حمدي انتهى فعلم أنه ليس يتعين له طريق الحالية فجعل تسعة كاملة صفة كما تقتضيه سلامة الطبع أولى من جعلها حالا. (حكيم).
(٨) أي : لفظ جاء يجيء في كلام العرب بمعنى تقرير شيء على صفة. (أمير).