آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ) على قراءة (ولا يحسبن) بالياء (١) المنقوطة من تحت بنقطتين ، أي : لا يحسبنّ هؤلاء بخلهم هو خير لهم. فحذف (بخلهم) الذي هو المفعول الأول.
وأما حذف الثاني فكما في قول الشاعر :
لا تخلنا (٢) على غراتك إنّا |
|
طالما قد وشى بنا الأعداء |
أي : لا تخلنا جازعين ، فحذف (جازعين) الذي هو المفعول الثاني.
(بخلاف باب أعطيت) فإنه يجوز فيه الاقتصار على أحدهما مطلقا ، يقال : (فلان يعطي الدنانير) من غير ذكر المعطي له و (يعطي الفقراء) من غير ذكر المعطي.
وقد يحذفان (٣) معا كقولك (فلان يعطي ، ويكسو) إذ يستفاد من مثله فائدة بدون المفعولين بخلاف مفعولي (٤).
__________________
(١) وجعل الذي يبخلون فاعله وأما على قراءة الخطاب فالذين يعجلون مفعوله الأول على حذف المضاف إلى محل الذين وإقامة المضاف إليه مقامه وخيرا مفعوله الثاني. (حاشية).
(٢) والمعنى لا تظن أنا جاز عون لإغرائك الملك إذ قد وشى قبل ذلك الوشاة أي : لغماز عند الملك فلا يضرنا. (وجيه).
ـ كلمة على بمعنى اللام متعلق بالمفعول الثاني المحذوف والغراء بمعنى الإغراء أي : التخصيص مضاف إلى الفاعل والمفعول محذوف والملك وكلمة ما في طالما كافة لطال عن العمل في الفاعل ولهذا دخل على قد وشى يقال: وشى إلى السلطان أي : سعى بالغمز بنا متعلق بوشى والأعداء فاعل له وجملة قد وشى مرفوعة المحل على أنها خبر أن في أنا وجملة أنا في مقام التعليل لقوله : لا تخلنا. (لمحرره).
(٣) قوله : (وقد يحذفان نسيا منسيا جملة مستأنفة) كأن سائلا يقول : قد علم حال بأبي علمت وأعطيت في الاقتصار على أحدهما فما حالهما في المفعولين وفيهما تدافع لتوهم جواز حذف مفعولي باب علمت مطلقا المستفاد من قوله : إذا ذكر أحدهما ذكر الآخر بطريق المفهوم المخالف. (س).
(٤) وإن وقع موقع المفعولين ظرف نحو : ظننت عندك أو شبهه نحو : علمت لك أو ضمير نحو : ظننته أو اسم إشارة نحو : ظننت ذلك فإن كان أحد هذه الأشياء أحد المفعولين امتنع الاقتصار عليه وإن لم يكن أحد المفعولين جاز الاقتصار انتهى قول شرح التسهيل فاندفع ما قيل : لا نسلم عدم حصول الفائدة لجواز أن يحصل بأمر آخر سوى المفعولين. (س).