محمّد لعبد الله بن حسن : كيف أمسيت يا أبا محمّد؟ قال : كخير ، كما يقول المغضب (١) ، فقال : يا أبا محمّد أما علمت أنّ صلة الرحم تخفّف الحساب؟ فقال : لا يزال يجيء بالشيء لا يعرفه (٢) قال : فإني أتلو عليك قرآنا قال : وذلك أيضا ، قال : نعم ، قال : فهاته ، قال : قول الله تعالى : (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ)(٣) ، قال : فلا تراني بعدها قاطعا رحما.
أخبرنا أبو القاسم الحسين (٤) ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل الضّرّاب (٥) أنا أحمد بن مروان الدّينوري ، نا عامر بن عبد الله الزبيري ، نا أبو مصعب ، نا أبي قال : قال عبد الله بن الحسن لابنه : يا بني استعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك إلى القول ، فإنّ للقول ساعات يضرّ فيها الخطأ ، ولا ينفع فيها الصواب.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب ، نا الحسن بن أبي طالب ، نا محمّد بن عبد الله بن همّام أبو المفضّل الكوفي ، نا عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النّصيبي ببغداد ، حدّثني محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي العلوي ، حدّثني أبي أحمد بن عيسى قال : سمعت عمي الحسين بن زيد يقول : سبّ رجل عبد الله بن حسن بن حسن فأعرض عنه عبد الله ، فقيل له : لم لا تجيبه؟ قال : لم أعرف مساوئه ، وكرهت بهته بما ليس فيه.
أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم ، أنا (٦) عبد الكريم ، أنا عبد الرّحمن بن عمر ، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، حدّثني أحمد بن العبّاس ، قال : قال يحيى بن معين : شتم رجل عبد الله بن الحسن فقال : ما أنت كفؤ لي فأسبّ ، ولا أنت عبدي فأشحّ (٧).
__________________
(١) مهملة بالأصل وم بدون نقط والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) في الجليس الصالح : تزال تجيء بالشيء لا نعرفه.
(٣) سورة الرعد ، الآية : ٢١.
(٤) كذا بالأصل وم وهو خطأ والصواب : أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، قياسا إلى سند مماثل.
(٥) تقرأ بالأصل وم : «الصواب» وهو خطأ والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٤١.
(٦) كذا بالأصل : «أنا عبد الكريم» ونراها مقحمة لا لزوم لها قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(٧) كذا بالأصل وم ، ولست مطمئنا لها.