بمكة من أبي سعيد بن الأعرابي ، وقدم بغداد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة (١) ، وكتب عن شيوخها ، وحدّث بها في ذلك الوقت ، وعاد إلى الشام ، فاستوطن موضعا يعرف بالأكواخ عند بانياس ، وأقام هناك يتعبّد إلى حين وفاته ، حدّثني عنه محمّد بن علي الصوري.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، نا عبد الواحد بن إسماعيل الروياني في كتابه ، أنا أبو محمّد عبد الله بن جعفر الجناري ، قال : سمعت أبا أحمد عبد الله بن بكر بن محمّد العالم الزاهد بالشام في جبل لبنان يقول :
أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعا في الدنيا والدين بعد كتاب الله عزوجل أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما فيها من كثرة الصلوات عليه ، وإنها كالرياض والبساتين نجد (٢) فيها كلّ خير وبر وفضل وذكر.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو النجم بدر (٣) بن عبد الله ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب (٤) قال : قال لي الصوري : مات أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني بأكواخ ، وكان يتعبد في أصل جبل هناك في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ، وكان ثقة ثبتا مكثرا ، حكى عنه الدارقطني ، وعبد الغني بن سعيد.
أخبرنا أبو منصور ، وأبو النجم قالا : أنا الخطيب (٥) ، أنا أبو علي الحسن (٦) بن علي الأهوازي بدمشق ، قال : مات أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني بأكواخ بانياس يوم الأحد ، ودفن يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، قال : سمعت أبا علي الأهوازي يقول : توفي أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني بأكواخ بانياس سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
__________________
(١) بالأصل وم : «وسمع بمكة» وهي مقحمة ولا لزوم لها ، حذفناها بما يوافق عبارة تاريخ بغداد.
(٢) في المطبوعة : تجد.
(٣) بالأصل وم : بكر خطأ ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.
(٤) تاريخ بغداد ٩ / ٤٢٤.
(٥) تاريخ بغداد ٩ / ٤٢٤.
(٦) بالأصل وم : الحسين ، خطأ والصواب عن تاريخ بغداد.