حدّثني محمّد بن القاسم أبو القاسم الحمصي ، عن عبد الله بن بسر ، وكان عبد الله بن بسر شريكا لأبيه في قرية يقال لها تمونية (١) يرعيان فيها خيلا لهم ، قال أبو القاسم : سمعت عبد الله بن بسر يقول :
أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم منزلنا مع أبي فقام أبي إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجعلها بيده ثم ألقاها للنبي صلىاللهعليهوسلم فقعد عليها ثم قال أبي لأمي : هل عندك شيء تطعميناه؟ فقالت : نعم شيء من حيس ، قال : فقربته إليهما فأكلا ، ثم دعا لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم التفت إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا غلام فمسح بيده على رأسي ثم قال : «يعيش هذا الغلام قرنا» [٥٧٧٥].
قال أبو القاسم : فعاش مائة سنة.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب ، نا موسى بن أبي عوف ، نا سلمة بن جوّاس ، نا محمّد بن القاسم الطائي :
أن عبد الله بن بسر كان معهم في قرية فقال : هاجر أبي وأمي إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأن النبي صلىاللهعليهوسلم مسح بيده (٢) رأسي وقال : «ليعيش هذا الغلام قرنا» ، قلت : بأبي وأمي يا رسول الله ، وكم القرن؟ قال : «مائة سنة» ، قال عبد الله : فلقد عشت خمسا وتسعين سنة ، وبقيت خمس سنين إلى أن تمّ قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال محمّد : فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ، ثم مات [٥٧٧٦].
قال ابن مندة : رواه محمّد بن شعيب بن شابور ، عن الحسن بن أيوب الحضرمي ، قال : أراني عبد الله بن بسر المازني شامة في قرنه فقال : وضع النبي صلىاللهعليهوسلم يده عليها ، فقال : «لتدركن قرنا» ، وكان عبد الله يرجّل شعره [٥٧٧٧].
أخبرنا (٣) أبو علي الحداد في كتابه ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا محمّد بن الحسن الأنماطي ، نا حاجب بن الوليد.
__________________
(١) كذا بالأصول هنا ، وقد مرّت قريبا أثناء الترجمة : «تنونية» وانظر معجم البلدان.
(٢) في م : على رأسي.
(٣) قدم هذا الخبر في المطبوعة قبل الخبرين السابقين المتقدمين. وجاء فيها بعد قوله : «ذا جمة».