الملائكة ، قال : فقوله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ)(١) ، قال : ويحك ذات الخلق الحسن ، قال : فأخبرنا عن قوله (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ)(٢) ، قال : أولئك قريش كفيتموهم ، قال : فأخبرنا عن المجرة التي في السماء ، قال : هي أبواب السّماء التي صبّ الله عزوجل منها الماء المنهمر على قوم نوح ، قال : فأخبرنا عن قوس قزح ، قال : ثكلتك أمك لا تقل : قزح ، فإن قزح : الشيطان ، ولكن قل : قوس الله ، وهو أمان لأهل الأرض من الغرق ، قال : فأخبرنا يا أمير المؤمنين عن هذا السّواد الذي في القمر ، قال : أعمى (٣) سأل عن عمياء قول الله عزوجل : (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) قال : فأخبرناكم ما بين المشرق والمغرب؟ قال : مسيرة يوم للشمس. من قال غير هذا فقد كذب ، قال : يا أمير المؤمنين كم بين السماء والأرض؟ قال : دعوة مستجابة ، فمن قال غير هذا فقد كذب ، قال : فأخبرنا عن قوله (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)(٤) أولئك القسيسون والرهبان ، ومدّ علي بها صوته ، قال : وما أهل النهر منهم غدا ببعيد ، قال : وما خرج أهل النهر بعد ، قال : يا أمير المؤمنين لا أسأل أحدا سواك ، ولا آتي غيرك ، قال : فقال : إن كان الأمر إليك فافعل ، قال : فلما خرج أهل النهر خرج معهم ثم رجع تائبا ، قال : فذكر الحديث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشي ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن معمر ، عن رجل يقال له وهب بن ديب ، عن أبي الطفيل قال : قال علي بن أبي طالب :
سلوني عن كتاب الله عزوجل فإنه ليس من آية إلّا وقد عرفت بليل أنزلت أو بنهار ، أو في سهل أو جبل ، قال : فقال ابن الكوّا : فما (الذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً ، فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً)(٥) فقال علي بن أبي طالب : ويلك ، سل تفقها ولا تسأل تعنتا ، أمّا الذاريات ذروا فالرياح ، والحاملات وقرا : هي السّحاب ، فالجاريات يسرا : هي الفلك ، فالمقسّمات أمرا : هي الملائكة ، قال : فما هذا السّواد
__________________
(١) سورة الذاريات ، الآية : ٧.
(٢) سورة إبراهيم ، الآية : ٢٨.
(٣) عن م وبالأصل : عمى.
(٤) سورة الكهف ، الآية : ١٠٣ ـ ١٠٤.
(٥) سورة الذاريات ، الآية : ١ ـ ٤.