نصر بن بجير (١) القاضي ، أخبرني أبي عبد الله بن نصر بن بجير (٢) ، حدّثني أبو جعفر محمّد بن عبّاد بن موسى ، نا عبّاد بن موسى (٣) ، أخبرني أبو بكر الهذلي (٤) ، قال : قال لي الشعبي :
ألا أحدّثكم حديثا تحفظه في مجلس واحد إن كنت حافظا كما حفظته أنا ، لما أتي بي الحجّاج وأنا مقيّد خرج إلي يزيد بن أبي مسلم ، فقال : إنا لله ، وما بين دفتيك من العلم يا شعبي ، وليس بيوم شفاعة ، إذا دخلت على الحجّاج فتوله بالشرط (٥) والنفاق على نفسك ، فبالحري أن تنجو ، فلمّا كنت قريبا من الإيوان خرج إلي محمّد بن الحجّاج فقال : إنا لله ، وما بين دفتيك من العلم يا شعبي ، وليس بيوم شفاعة ، إذا دخلت على الأمير فبؤ له بالشرك والنفاق على نفسك ، فبالحري أن تنجو ، فلما قمت بين يديه قال : هي يا شعبي ، أكرمتك وأدنيتك وقرّبت مجلسك ، ثم خرجت علينا ، قلت : أصلح الله الأمير أحزن بنا المنزل ، وأجدب الجناب ، وضاق المسلك ، واكتحلنا السهر ، واستحلسنا الخوف ، ووقعنا في خزية لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء ، قال : صدق ، والله ما بروا حيث خرجوا ولا قووا حيث فجروا ، أطلقوا عنه.
ثم قال : تعهّدني وكن مني قريبا ، فأرسل إليّ يوما نصف النهار وليس عنده أحد ، فقال : ما تقول في أمّ وجدّ وأخت؟ قلت : اختلف فيها خمسة من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم ، قال : من؟ قلت : علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعثمان ، وزيد بن ثابت.
قال : فما قال علي؟ قلت : جعلها من سننه ، فأعطى الأخت النصف : ثلاثة ، وأعطى الأم الثلث : سهمين ، وأعطى الجد السّدس : سهما.
قال : فما قال ابن مسعود؟ قلت : جعلها أيضا من ستة ، وكان لا يفضل أمّا على جدّ ، فأعطى الأخت النصف ثلاثة ، وأعطى الأم ثلث ما بقي ، وأعطى الجد ما بقي سهمين.
__________________
(١) بالأصل وم : بحير ، خطأ والصواب عن الجليس الصالح.
(٢) بالأصل وم : بحير ، خطأ والصواب عن الجليس الصالح.
(٣) قوله : «نا عباد بن موسى» سقط من الجليس الصالح.
(٤) قيل اسمه سلمى بن عبد الله بن سلمى (تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٥) ويقال إن اسمه روح ، وقيل اسمه عبد الله بن سلمى.
(٥) في م : «منوله بالشرك» وفي الجليس الصالح : فبؤ له بالشرك.