المشركين لما يعلمون من الخزرج (١) ، فضيّقوا على أصحابه وتعبثوا بهم ، ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذى ، فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم واستأذنوه في الهجرة ، فقال : «قد أريت دار هجرتكم ، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين ـ هما الحرّتان ـ ولو كانت الشراة أرض نخل وسباخ لقلت هي هي» ثم مكث أياما ثم خرج إلى أصحابه مسرورا ، فقال : «قد أخبرت (٢) بدار هجرتكم ، وهي يثرب ، فمن أراد الخروج فليخرج إليها» فجعل القوم يتجهزون ويترافقون ويتواسون ويخرجون ويخفون ذلك ، فكان أوّل من قدم المدينة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبو سلمة بن عبد الأسد ، ثم قدم بعده عامر بن ربيعة معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة (٣) ، فهي أول ظعينة قدمت المدينة ، ثم قدم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسالا فنزلوا على الأنصار في درهم ، فآووهم ونصروهم وآسوهم.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشّرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان أبوه شهد بدرا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، نا (٤) عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا إبراهيم بن هاني ، نا أبو اليمان ، نا (٥) شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة ، وكان من كبراء بني عدي بن كعب ، وكان أبوه قد شهد بدرا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو خال عبد الله بن عمر.
قال : وأنا عبد الله بن محمّد ، نا وهب بن بقية ، أنا خالد بن عبد الله ، عن عمرو بن يحيى ، عن عمرو بن عامر ، عن أبيه عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن عامر بن ربيعة أخي بني عدي بن كعب ، وكان من أصحاب بدر ، قال : كان بدر يوم الاثنين صبيحة سبع عشرة من رمضان.
__________________
(١) كذا بالأصل وم وفي ابن سعد : الخروج.
(٢) بالأصل وم : «اخترت» ، والمثبت عن ابن سعد.
(٣) عن م وابن سعد ، وبالأصل : خيثمة.
(٤) في م : أنا.
(٥) في م : أنا.