سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبيه قال : رأيت طلحة بن عبيد الله لما حوّل من مكانه ، فرأيت الكافور في عينيه وما تغيّر منه إلّا عنفقته مالت عن مكانها.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا أبو مسلمة ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن أمية أن رجلا رأى فيما يرى النائم أن طلحة بن عبيد الله قال له : حولوني عن قبري فقد أذاني الماء ، رآه أيضا حين رآه ثلاث ليال فأتى ابن عباس فأخبره ، فإذا شقّه الذي يلي الأرض في الماء فحوّلوه ، قالت آمنة : فكأني أنظر إلى الكافور في عينيه لم يتغيّر منه شيء إلّا عقيصته فإنها مالت عن موضعها.
قال : وثنا أبي أبو خيثمة ، ثنا أبو معاوية الضرير ، عن محمّد بن ميسرة ، عن مالك بن دينار ، عن عائشة بنت طلحة أنها نبشت أباها حين قدمت البصرة وجددت أكفانه وحوّلته إلى قبر آخر ، قال : فلم تجد ذهب من جسده شيء إلّا اصبع من أصابعه ـ رحمهالله ـ.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا أبو أسامة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : رمى مروان بن الحكم طلحة يوم الجمل في ركبته فجعل الدم يغدوا يسيل فإذا أمسكوه استمسك ، فإذا تركوه سال ، قال : والله ما بلغت إلينا سهامهم بعد ، ثم قال : دعوه فإنما هو سهم أرسله الله ، فمات فدفنوه على شطّ الكلّاء (٢) ، فرأى بعض أهله أنه قال : ألا تريحوني من هذا الماء ، فإني قد غرقت ، ثلاث مرات يقولها ، فنبشوه من قبره أخضر كأنه السلق فنزفوا (٣) عنه الماء ثم استخرجوه ، فإذا ما على الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض ، فاشتروا دارا من دور آل أبي بكرة (٤) فدفنوه فيها.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٣ ونقله الذهبي في تاريخ الإسلام عن أبي أسامة.
(٢) الكلاء بالفتح ثم التشديد اسم محلة بالبصرة (ياقوت).
(٣) في تاريخ الإسلام : فنزعوا.
(٤) عن ابن سعد وتاريخ الإسلام ، وفي الأصل : «أبي بكر».