وقد جاء رجل يوم الجمل فقال : ائذنوا لقاتل طلحة ، فسمعت عليا يقول : بشّره بالنار.
أخبرناه أبو عبد الله البلخي ، أنا عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد ، أنا علي بن أحمد بن عمر الحمّامي ، أنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد الله بن عمرو الأخباري ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا الحسن بن الصباح بن محمّد البزّار ، نا عبد الله بن جعفر الرّقّي ، نا عبيد الله ـ يعني ابن عمرو ـ عن زيد بن أبي أنيسة ، عن محمّد بن عبيد الأنصاري ، عن أبيه قال : شهدت عليا مرارا يقول : اللهمّ إني أبرأ إليك من قتلة عثمان ، قال : وجاء رجل يوم الجمل فقال : ائذنوا لقاتل طلحة ، قال : سمعت عليا يقول : بشّره بالنار.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا سعدان بن نصر ، نا أبو معاوية ، نا أبو مالك الأشجعي.
ح قال ونا أبو عبد الله الحافظ ـ إملاء ـ نا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد الله السّعدي ، أنا محمّد بن عبيد الطّنافسي ، نا أبو مالك الأشجعي ، عن أبي حبيبة مولى طلحة قال : دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعد ما فرغ من أصحاب الجمل ، قال : فرحّب به وأدناه ، وقال : إني لأرجو أن يجعلني الله وإيّاك (١) من الذين قال الله : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)(٢) فقال : يا ابن أخ كيف فلانة؟ قال : وسأله عن أمهات أولاد أبيه ، قال : ثم قال : لم تقبض أرضيكم هذه السّنين إلّا مخافة أن ينتهبها الناس ، يا فلان انطلق معه إلى ابن قرظة مره فليعطه غلّته هذه السنين ، وتدفع إليه أرضه ، قال : فقال رجلان جالسان ناحية ، أحدهما الحارث الأعور : الله أعدل من ذاك ، أن تقتلهم وتكونوا إخواننا في الجنة ، قال قوما أبعد أرض الله وأسحقها ، فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة ، يا ابن أخي إذا كانت لك حاجة فائتنا.
لفظ حديث الطّنافسي ، وفي حديث أبي معاوية قال : دخل عمران بن طلحة على
__________________
(١) كذا بالأصل وتهذيب الكمال وفي سير الأعلام وتاريخ الإسلام : وأباك.
(٢) سورة الحجر ، الآية : ٤٧.