لدى عودتهم حين يبقون هنا أكثر من يومين ؛ وفي بقية أوقات السنة لا يعيش أحد هنا. عرض المضيق هنا زهاء ٤٠٠ ساجين بالمتوسط ؛ في كل مكان ، صخور عارية ؛ التربة من رمل ضخم. اكتشورين أجّر بيتا منفردا بكامله بمبلغ ٢٠ ليرة ؛ عادة ينزل الجميع في خيام منصوبة في الشوارع وفي أماكن مطوقة خصيصا باسيجة حجرية وتخص الأدلة. تعتبر منى نقطة حارة جدّا ، وهذا صحيح ، رغم أن الحرارة في الغرف لا ترتفع إلى أكثر من ٣٠ درجة ريومور ، ولكن كتمة الهواء في الصباح (وقد نمنا على الشرفة) لا تطاق. في البدء قدمنا الأضاحي ؛ وفي الحال تخاطف المغاربة الخرفان ال ١٢ كلها. المحلة التي يذبحون فيها الأغنام تقع قرب منى بالذات ؛ وهناك حفروا عددا من الحفر عرض الواحدة منها ٣ ساجينات وعمقها ارشينان. يذبحون على حافة الحفرة. يقولون أنهم يطمرون الزاما جميع الأغنام المذبوحة بعد الظهر. وعموما يوجد اشراف ولكن بدون مراقبة دائمة.
٢٠ نيسان (ابريل). يوم الأثنين. في هذا اليوم بقي الحجاج في منى لرمي الأحجار في ٣ أماكن مسيجة. الأحجار المرمية سابقا تختفي ؛ أغلب الظن أن الأمطار تفرقها وتجرفها. الأحجار ـ رملية هشة. رحنا إلى مكان تقديم الأضاحي الذي ذكرته التوراة. قذارة مدهشة في ازقة منى ؛ كثرة من بقايا الحيوانات ؛ رائحة رهيبة. بيوت الخلاء مراحيض مكشوفة صغيرة ، بدون حفر. نصلي ونركع أمام حجر مفلوق. الوضع الصحي الرهيب في المحلة يخنق الرغبة في الصلاة. في المساء رحت مع يعقوب لمشاهدة الألعاب النارية وللاستماع إلى الموسيقى. كانت الصواريخ جيدة جدّا. أطلقوها في ٣ أماكن ـ قرب مقامي القافلة الشامية والقافلة المصرية وقرب موقف الوالي. وصواريخ المكانين الأولين كانت ناجحة جدّا. الموسيقى ـ اوركسترا عسكرية جيدة جدّا ، رغم أنها صغيرة القوام. موسيقى الشريف المحلية أصلية. الوالي