لا مبرر للنزوح لا في القرآن ولا في الأحاديث ، إذا كان الإيمان لا يتعرض للعنف. وهذا العالم المحترم هو من كبار أنصار روسيا ؛ وغالبا ما يحكي لزواره العديدين من الحجاج من جميع البلدان ، عن زيارته لموسكو حيث شاهد بالتفصيل جميع الطرائف ، ويمدح كثيرا نظمنا وأوضاعنا ؛ وهو يقول : «ايماننا صحيح ، ولا شك في هذا ، ولكن العدالة غائبة في الدول الإسلامية ؛ ويجب البحث عنها عند الروس».
المكتبات
عدا المكتبات غير الكبيرة الموجودة في كل مدرسة دينية توجد في المدينة المنورة مكتبتان عامتان غنيتان نسبيّا : مكتبة شيخ الإسلام ومكتبة المحمودية ، وفي كل منهما قرابة ٦٠٠٠ مجلد ، أغلبها كتب مخطوطة دينية المضمون ، وبينها نسخ نادرة جدّا. والمكتبات ، مثلها مثل المباني التي تقوم فيها ، تمولها الأوقاف ؛ ومن أموال الأوقاف يتقاضى قيمو المكتبات رواتبهم.
سلطات المدينة
إدارة المدينة يرأسها العامل ، أي حاكم سنجق المدينة المنورة ، وللبت في الدعاوي القضائية يوجد قاض تجري الاستعاضة عنه سنويا من القسطنطينية ، ومحتسب. وهناك مفتيان لأجل المذهب الحنفي والمذهب الشافعي. ولحفظ النظام تقام في زمن إقامة قوافل الحجاج دورية عسكرية خاصة في ساحة ضاحية مناخة. أما في الوقت الباقي فلا يظهر في الشوارع أي من حراس الأمن والنظام. وجميع بوابات المدينة يحرسها حراس ؛ وفي الليل يغلقونها ؛ ولا يسمحون بالخروج لقوافل الحجاج إلا نهارا وشرط أن يقدم البدو ترخيصا خطيّا من العامل.