في السويس أخذت الباخرة طبيبين صحيين وأوصلتهما إلى بور سعيد ؛ ورافقتها في القناة سفية خافرة لتحاشي فرار الركاب ، الأمر الذي يصعب حدوثه فعلا.
المحجر الصحي في بيروت
في بيروت تتوقف الباخرة في مكلأ مفتوح ؛ والنزول صعب جدّا إذا هبت ريح شديدة نوعا ما. ولنقل الركاب ، يأتي أصحاب زوارق من المرفأ ويقومون بهذه العملية على زوارقهم الصغيرة جدّا.
يقع المحجر الصحي في بيروت في محلة جميلة ، بين البساتين ، على ساحل البحر بالذات ، على بعد زهاء فرستا اثنين إلى الشمال من المدينة ؛ وعن حق وصواب يعتبر الحجاج إقامتهم في هذا المحجر استراحة مستطابة. وعند دخول المحجر يجري التعقيم هنا أيضا ولكن بصورة سطحية جدّا ، وبصورة خفيفة بالنسبة للجميع. يوزعون الحجاج في تخشيبات مريحة جدّا ورحبة وجزئيّا في خيام منصوبة في ظلال الأشجار. الماء جيد جدّا وموجود في كل مكان. النسيم الذي يهب من البحر بارد نسبيّا ومستطاب على الدوام. أما المزية الرئيسية لمحجر بيروت الصحي ، فهي الدكانة الواسعة المزودة بجميع السلع والمآكل الضرورية ، والتي كل شيء فيها رخيص نسبيّا ومن نوعية جيدة. وهنا اشترى الحجاج للمرة الأولى لحم الضأن الجيد («كما عندنا في روسيا» ، قال حجاجنا) ، ووجدا شتى الخضراوات ، واكلوا الفواكه للمرة الأولى ، وشربوا الحليب الممتاز ، ورأوا الجليد. ولم يستطع قزغيزيونا إلا أن يشربوا حتى التخمة من اللبن البارد. وهنا انتعش الجميع ، ومرحوا ، وتحسنت صحتهم.
وللمحجر الصحي في بيروت مزية كبيرة أخرى ؛ فأن المرء لا يشعر